تعرفين , تفكين , رموز , زوجك؟ , عبارات , هل , كيف
هل تعرفين كيف تفكين رموز عبارات زوجك؟
"أخاف من الارتباط"، "لست جديراً بك"، "سوف أتصل بك".. عبارات صغيرة سمعتها أغلبية النساء مرة واحدة على الأقل خلال حياتهن. عبارات تبدو واضحة وبسيطة بالنسبة إلى الرجل، إلاّ أنها تكون غامضة ومعقدة وغير مفهومة في التفكير الأنثوي.
فهل تحتاج النساء إلى قاموس خاص لفك رموز المعاني المخفية وراء عبارات الرجال؟
«عندما لا أشعر بالراحة مع إحداهن، أحاول أن أفهمها ذلك»، يشرح أيمن (27 عاماً)، ويتابع: «عند الانفصال عنها، أخبرها أن المشكلة تتعلق بي، وأن لا ذنب لها في ما حصل، وأنني لست مستعداً بعد للارتباط، وترك حياة اللهو والمرح مع الأصدقاء. أفضل أن أتحمل المسؤولية كاملة لأنني لا أريد أن أؤذي مشاعرها أو أضايقها». هكذا يتصرف الرجل عادة في حالة الانفصال، يحاول الهرب من عقدة الشعور بالذنب، من خلال المواربة والكلمات اللطيفة. لكن المشكلة تكمن في سعي المرأة إلى معرفة السبب الحقيقي الذي دفع الرجل إلى قول ذلك، وهي أثناء ذلك، تصاب بالإحباط وتعيش فترة من الحيرة والحزن وتمضي أيامها مهمومة، لتكتشف أن الأمر لا يستحق هذا العناء.
يشرح غريغ بيريندت، في كتابه الذي وضعه بالتعاون مع ليز توتشيلو، إحدى كاتبات سيناريو مسلسل «الجنس والمدينة»، عن حقيقة تصرف الرجال قائلاً: «نحن لسنا معقدين، حتى لو رغبنا في إقناعكن بعكس ذلك، لن نمد رؤوسنا من نافذة الباص لنقول بصراحة: (أنت لست الإنسانة المناسبة لي)، كي لا نتسبب في قطع رؤوسنا، فأنتن لن تترددن في قتلنا أو ربما قتل ذواتكن أو الاثنين معاً، أو تفعلن ما هو أسوأ من ذلك، البكاء والصراخ. لأننا عاطفيون نلتزم الصمت، ونتصرف بشكل واضح وصريح». لهذا على النساء أن يتوقفن عن العيش بالوهم.
خلل في التواصل
هل كل الرجال حقيرون؟ ليس بالضرورة. فالمشكلة تتركز في أسلوبهم في التعبير، وهو ما يصعب على النساء فهمهم حتى عندما يتكلمون في الشؤون اليومية. تقول إحداهن: «عندما أطلب من زوجي أن يرمي كيس القمامة، يجيبني دائماً سأفعل ذلك، لكنه لا يحرك ساكناً، فهل هذا يدل على أن الرجل لم يسمع الطلب أم أنه لم يفهمه أم ماذا؟». يعتبر أريك هينيكاين، اختصاصي في علم نفس وسلوكيات الأسر، أن هذا السلوك هو ترجمة فعلية للموقف الذكوري العام، فالرجل يتحاشى دائماً الشجار، ويفضل أن يؤجل المواجهة. يدرك الزوجان أهمية الحوار، غير أن المشكلة تكمن في كيفية التواصل بينهما. في كتاب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»، يعتبر جون غراي، أنه من النادر أن يعبر الرجل والمرأة عن الأمر ذاته بالكلمات ذاتها، وحتى لو استخدما الكلمات ذاتها، فإن معانيها تكون مختلفة بينهما. في العادة، تستعمل النساء كلمات وأفعال التفضيل والعموميات في حديثهن، في حين، يعبر الرجال عن آرائهم بأسلوب ملموس وحسي، ولا يحللون الكلمات بل يأخذونها كما هي. كذلك، تميل المرأة إلى الكلام عندما تشعر بالانزعاج، في حين يفضل الرجل التزام الصمت. يقول جون غراي: «عندما يشعر الرجل بالاستياء أو يكون مهموماً ومتوتراً، يمتنع عن الكلام ويلتزم الصمت في محاولة لتنظيم أفكاره المشتتة».
اختلاف في التوقيت
لا ينظر الرجل إلى العلاقة العاطفية في الإطار ذاته الذي تنظر من خلاله المرأة إليها. هو يحتاج إلى وقت أطول ليبني علاقة مع إحداهن، يقوم بخطواته وفق وتيرته الخاصة، كما أنه يستخدم تعابير غير مباشرة لكي يوصل الرسالة إلى شريكته. هكذا، عندما يقول لها: «أشعر بالراحة معك»، فهذا يعني أنه يحاول إفهامها أن علاقتهما يمكن أن تنجح وأن ثمة استلطافاً ما بينهما.
تشير إيزابيل يويل، صحافية ومؤلفة كتاب «الاعتراف بالحب: المعاني الحقيقية وراء كلمة أحبك»، إلى أن الرجل لا يولي الأهمية ذاتها لكلمات الحب كما تفعل النساء. لا يحتاج الرجل كثيراً إلى سماع كلمة «أحبك»، أو قولها ليتأكد من حب شريكته له، على عكس المرأة، التي تعتبر تلك الكلمة دليل حبه لها.
لا يطلق والدته
لماذا يتحاشى الرجل اعتماد الصراحة عندما يرغب في الانفصال عن شريكته؟ يقول أريك هينيكاين: «إن 75 في المئة من حالات الطلاق، تمت بناء على طلب النساء، أي أن الخطوة الأولى دائماً تكون لهن، في حين أن الرجل يتحاشى الإقدام على هذا الأمر. باختصار، يمكن القول إن الرجل لا يطلق والدته، ذلك أن علاقته مع زوجته تتحول بعد فترة إلى رديف للعلاقة التي كانت قائمة بين الرجل ووالدته، وهو ما يصعب عليه لاحقاً الانفصال عنها، في حال قرر فعل ذلك».