طلاق الأبوين يقتل طموح الأبناء التعليمي

الأبناء , الأبوين , التعليمى , يقتل , طلاق , طمني

طلاق الأبوين يقتل طموح الأبناء التعليمي

كتبت - زينب طالب: يلجأ الكثير من الأزواج غير المتفاهمين كليا الى الطلاق كحل نهائي للمشاكل الكبيرة بينهما متجاهلين بذلك العواقب التي قد تنشأ جراء قرارهم هذا خاصة اذا كان لديهم أبناء، فعن دون قصد يقطع هؤلاء المطلقون والمطلقات تذكرة لرحلة مجهولة على متن طائرة منكوبة ضحاياها يتمثلون في راكبيها وهم الأبناء الذين سوف يتعرضون للعديد من المطبات والمصاعب التي قد تؤدي لهلاكهم.

ومن ضمن المشاكل التي تواجه الأبناء في حال انفصال الأم والأب عن بعضهما البعض هي التخلف في الجانب التعليمي، وعدم القدرة على التفكير والتركيز، والذي يؤدي بدوره إلى الفشل في التحصيل الدراسي.

تقول أمينة(مدرسة) “يؤثر انفصال الأبوين عن بعضهما البعض بشكل كبير على الأبناء ضمن عدة جوانب ومن ضمنها التحصل الدراسي في المدرسة”.

وتؤكد “فالطالب يجب ان يكون عقله نظيف وغير مشوش بالمشاكل التي قد تحد من قدرته على التفكير، وانا بصفتي كمدرسة ألاحظ أن الفتيات اللاتي يعانين من حالات انفصال الأبوين ينقسمون إلى قسمين، فترى بعض الفتيات منطويات على أنفسهن أكثرمن اللازم وهادئات، أما البعض الآخر فتراهن مشاغبات وغير مركزات لما تقوله المعلمة من خلال الشرح في الفصل”.

وتواصل”علاوة على عدم الاهتمام واللامبالاة حيث ان البعض منهن يشكو من سلوكيات غير طبيعية نتيجة المشاكل الواقعة على رؤوسهن في المنزل وعدم وجود الرقابة “، مبينة “وكلتا الحالتين تحصيلهما الدراسي منخفض، ولا اعمم كلامي هذا على جميع الطالبات اللاتي يعشن حالات طلاق الوالدين، فالبعض لديه رغبة في التعلم والتفوق، ولكن عدم وجود المسكن الهادىء والملائم الخالي من المشاكل الأسرية بات يقف معضله في مسيرتهم التعليمية”.

شاردة الذهن والتفكير أما نبراس عدنان (طالبة) فتقول”أرى ان الطلاق يسبب الكثير من المشاكل التي تقع على عاتق الأبناء، ومن أهمها عدم القدرة على التركيز”.

وتروي نبراس قصة لفتاة تعيش حالة انفصال الأبوين”أعرف فتاة معي في المدرسة تعيش مع والدها بعد طلاقه من أمها، فهذه الفتاة دائما اراها شاردة الذهن والتفكير، وهادئة الى ابعد الحدود، ولا تركز ابدا فيما يقال خلال الدروس”.

وتعتقد إن ذلك يعود لعدم وجود الأم إلى جانب الأبناء، التي هي أساس الانضباط للأبناء في المنزل، فهذه الفتاة لا تحضر إلى المدرسة ودائمة التغيب بحجة المرض، مكملة “وهذا بدوره اثر على التحصيل الدراسي لها، فدرجاتها دائما منخفضة، لعدم وجود الرقابة الكافية من الأهل، فلا أحد يسألها عن مستواها في المدرسة وما اذا كانت تعاني اي مشاكل دراسية”.

الأم هي الأساس ولم تختلف نصرة حسين أحمد عن الباقي في رأيها عن مدى تأثر الأبناء من الناحية النفسية في حال انفصال الأبوين عن بعضهما البعض.

وتقول” حدوث الطلاق بطريقة مفاجئة قد يؤدي إلى نوع من الخلل في حياة الأبناء خاصة إذا كانوا في سن صغيرة، كمرحلة الحضانة والتعليم الابتدائي”.

وتشير”حيث تمثل هذه المرحلة مرحلة تكوين الشخصية لدى الطفل،، ووجود أي عوائق أو شوائب فيها(كالطلاق) قد يؤدي لفشل صقل هذه الشخصية، وبالتالي يتكون لدينا مجتمع فاشل في المستقبل”.

وتضيف”ومن الناحية التعليمية، فالطلاق له دور كبير في تشويش عقول الأبناء والحد من قدرتهم على التفكير، وبالتالي يقل تحصيلهم الدراسي، خاصة اذا كانوا يعيشون عند احد الوالدين كالأم، حيث في بعض الأحيان عند وجود الأبناء في حضانة الأم يحدث نوع من التقصير من الأب من الناحية المالية، فيؤدي إلى عدم القدرة على تلبية احتياجات الأبناء كطلبات المدرسة والمصروف اليومي” .

ولكنها لا تنكر ان هناك الكثير من حالات الطلاق التي لا يتأثر فيها التحصيل الدراسي والتعليمي للأبناء فيكون بالعكس حافزا لهم للتفوق لتحقيق حياة كريمة لهم في المستقبل، تعويضا عن حياة البؤس والحرمان التي عاشوها”.

وتعتقد نصرة قائلة”من وجهة نظري أرى أن الام هي الأساس لنجاح الأبناء أو فشلهم في المدرسة والتحصيل العلمي، بإعتبارها المسئولة الأولى عن الابناء لوجودها معهم في اغلب الأحيان لتلبية احتياجاتهم المختلفة ومنها التدريس والمتابعة، بعكس الأب الذي تتركزمسؤولياته في إعالة الأسرة كتوفير السكن الملائم والملابس والطعام وغيرها”.

طالبة غريبة الأطوار وتقول حوراء الميل(طالبة)”معي زميلة في المدرسة والداها منفصلان، وهي تعيش في الوقت الحالي مع أبيها، وقد اصبحت غريبة الأطوار منذ تلك اللحظة فهي دائمة التغيب عن المدرسة”.

وتضيف”حتى ان بعض سلوكياتها اصبحت سيئة حيث تتلفظ بعبارات سوقية، والتي من غير المستحسن قولها في المدرسة “، معتقدة ان كل ما يصدر من هذه الطالبة من سلوكيات غير مرغوبة ناتج عن فقدانها لوالدتها، ووجودها مع والدها الذي قد لا يعلم حتى اذا كانت تذهب إلى المدرسة أو إلى مكان آخر”.

وترى الميل ان ذلك الأب مهمل ويجب عليه أن يعوضها عن حنان والدتها التي تعيش بعيدة عنها، فبعده الفتاة عن والدتها قد سبب لها أزمة حقيقية في المدرسة، فدرجاتها دائما في إنخفاض، والخوف من أنها تترك مقاعد الدراسة، التي تمثل سلاحا لها في المستقبل “.