للبنت , الاخباري , الزواج , اكبرظلم
الزواج الاجباري !!! اكبرظلم للبنت
مشكلة الزواج الاجباري
والحالة النفسية والاجتماعية والجسمية
بقلم الاستاذة الدكتورة أمل المخزومي
الزواج هو عبارة عن عقد رسمي بين رجل وامراة وبشكل علني امام الله والناس بحيث يغذي هذا الزواج الحب والرحمة والمودة ويعيشان تحت سقف واحد يسود التعاون والاحترام فيما بين الزوجين وافراد العائلة الاخرين ويكلل هذا الزواج انجاب الاطفال وتكوين اسرة تحفظ النسل وتجدده وقد شرعه الاسلام والاديان الاخرى كي يحفظ للاولاد شرعيتهم ويحفظ للزوجين حقوقهم وسعادتهم .
تحلم الفتاة مهما كان عمرها بزوج تحبه ويحبها ويوفر لها الراحة والسعادة ويحميها ويهتم بها ، كما ينشد الجميع ان يكون الزواج برضا الطرفين كي يكون بنيان هذه الاسرة سليم وقوي ولا تهزه رياح صعوبة الحياة ومشاكلها ، مع الاسف يحدث في بعض الاحيان ما يعكر ذلك ويكون الزواج بالاكراه لاسباب عديدة منها العادات والتقاليد التي تحتم زواج ابن العم الذي تربت الفتاة معه وتنظر له بمثابة الاخ ، او منع الفتاة من الزواج خارج القبيلة او العشيرة او الاقرباء او زواج رجل طاعن في السن غني بفتاة صغيرة بعمر بناته واحيانا بعمر حفيداته والسبب هو فقر عائلة الفتاة او انقاذالعائلة من حالة افلاس او ان الرجل الكبير في السن يدلل الزوجة ولديه خبرة ودراية في الزواج وغيرها من التبريرات . هناك من الازواج من يجبر الفتاة على ترك الدراسة بعد الزواج بحيث يجعل الفتاة ترفض الزواج لانه يحد من طموحاتها وبالتالي يفوتها قطار الزواج كما يقول المثل ، وتبقى عانسا مما تجبر احيانا على الزواج غير المتكافيء هربا من نظرة الناس اليها وصفة العنوسة التي تطاردها . تودي تلك الانواع من الزواج الى مشاكل لا حصر لها ان كانت اجتماعية اوجسمية اونفسية .
نتطرق في هذه العجالة الى الجانب النفسي زالاجتماعي باختصار واثره على الفتاة التي تتزوج تحت هذه الظروف وليس فقط على الفتاة وانما على الزوج ايضا والاولاد الذين يكونون ضحايا لهذا النوع من الزواج . هناك من يدعي بانه توجد زوجات سعيدات مع ابن اعمامهن او ابناء اقربائهن ، نعم لا ننكر ذلك فيما اذا كانت الفتاة مقتنعة بابن عمها وتنظر له بانه الزوج الذي كانت تتمناه وتحلم به فلا ضير من ذلك وانما نتناول فقط الحالات التي ترفض بها الفتاة من الزواج بابن عمها لاعتبارات كثيرة واهمها نظرتها على انه بمثابة اخيها .
يؤثر الزواج الاجباري على الفتاة التي يقع عليها ذلك الظلم من الناحية النفسية والاجتماعية و الجسمية . قد تحاول الفتاة التي تجبر على الزواج من شخص طاعن في السن او ابن عمها او ابن خالها او احد اقربائها ولم ترغب الزواج به ان تجد الحل الذي تستطيع اتباعه الا وهو الهروب من البيت وبعد اكتشاف امرها ويجدها اهلها فتكون النتيجة وبالا عليها وعلى عائلتها اما اذا لم يجدوها قد تقع في براثن العصابات وتدريبها او اجبارها على اتباع الطريق المعوج وتضيع في ذلك سمعتها .
او تحاول الانتحار لكي تتخلص من ذلك الزواج الذي تشعر
به بانه اصعب من الموت عن طريق وسيلة الانتحار مما يؤدي الى ندم الاهل على سلوكهم مع ابنتهم ولا ينفع الندم بعد وقوع الحدث .
هناك من العوائل من تستعجل امر زواج البنت وذلك بعقد قرانها على من يرغبون فيه دون علمها وهذا الامر غاية في الاجحاف لحقوق اختيار الفتاة للزوج .
هناك بعض العادات لدى بعض العوائل الا وهو زواج البنت الكبرى اولا ثم يحق لاخواتها الاصغر منها الزواج والسبب في ذلك هو نظرة المجتمع الى من تتزوج اختها الاصغر منها على انها غير مرغوب فيها لعدة اسباب قد يضعونها هم وليست واقعية .
يطمع بعض الاهل براتب الفتاة ان كانت تعمل ومن هذا المنطلق بعطلون زواجها الى ان يفوتها القطار ويهمهم ان تتجرع ابنتهم الامرين مرارة عدم الزواج وتكوين عائلة ومرارة الاستغلال الذي يقع عليها من اقرب الناس اليها بحيث تعيش معهم بثقة مفقودة .
تستعمل بعض العوائل في بعض الدول العربية وسيلة التهديد بالقتل ان ترفض ابنتهم الزواج من ابن عمها او خالها او من يختارونه لها ويتهموها باتهامات هي بريئة منها .
ونتيجة لذلك الموقف المعقد الذي يتبعه الاهل تعيش الفتاة بحالة نفسية لا تحسد عليها وان تزوجت مجبرة فإنها لا تستطيع ان تقيم علاقة طبيعية مع الزوج وقد تبقى باكرا . او تحدث مشاكل تنتهي بالطلاق او الفراق وتتعقد المشكلة اكثر اذا كان هناك اطفال ومن الذي ياخذهم ويتبناهم وتبدأ المحاكم تشتغل .
اما ان تقبلت الفتاة كل هذا طائعة فإنها بالتالي تصاب بامراض نفسية وجسمية لا حصر لها وقد يؤدي ذلك الى بقائها في المستشفى او موتها .
ما هو الحل لهذه المعضلة يا ترى ؟
منقول