لو وضعوا الشمس

أرجو منكم التريث قليلا حتي آتي بآخر ما عندي
فمن سيقرأ الأسطر الأولي فأظنه لن تبلغه فكرتي
وللعلم فقد ترددت في طرح الفكرة وقتها لأنها ولابد ستفهم خطأً وقتها
وللعلم حتي لو قلتُ أني لا أقصد تنزيلها علي أحد لما صدقتموني ولستُ مضطرا
للدفاع عن نفسي فغرضي التبيين والإعلام
لربما صادفت قلبا رأي فيها صدق النصح فأخذ بالنصيحة ولم يلتفت لقول قائل
أقولها ثانية سواءا صدقتم أم لا أني لا أقصد من هذه المقالة تجريح أحد أو
غمزه ولمزه إنما النصح لله
ثم أما بعد
فالغابن الخاسر هو من يكل حفظ نفسه لنفسه معتمدا علي قوة إيمانه
وهو أيضا من يظن أن نجاته من الابتلاء إنما لما يظن عنده من قوة إيمان
وبأس نفس وشدة تحمل حتي أنه ليعرض نفسه للبلاء زاعما أن إيمانه سينجيه حتي
أنه ليقول بملء فمه لو وضعوا الشمس في يميني .........
وقد هلك من النقطة التي حسبها نقطة قوته
فالإيمان الذي ظن أنه ينجيه لم يكن إيمانا بالله وثقة بنصره إنما كان
إيمانا بذاته وثقة في قواه
نسي هذا المغرور بإيمانه -زعم- أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن
يقلبها كيف شاء
ففي غمرة زهوه بإيمانه غفل أن الإيمان الحقيقي إنما يورث الذل والانكسار
والخضوع لله
لم يعلم - وأنيّ له - أن العصمة بيد الله
لما وثق في نفسه قال لو وضعوا.......
ولو يعلم لعلم أن هذه الكلمة لا يقولها إلا معصوم عنده من الله برهان
لو يعلم لعلم هدي النبي في التواضع والبراءة من كل حول وكل قوة ليستا من
الله
لو يعلم لعلم قول النبي في المؤمن وأنه كالنبتة تفيء مع الريح حيث فاءت لا
كالكافر الممثل بالأرزة الضخمة التي تجتثها الريح من جذورها
لو يعلم لعلم ...."إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا
حسبنا الله ونعم الوكيل "
لم يقولوا نحن المؤمنون وإيماننا سينصرنا
إنما عزوا النصر والثبات لزارع الإيمان في القلوب
لو يعلم لعلم قول أفضل البشر بعد الأنبياء لو كانت إحدي قدمي في الجنة
والأخري خارجها لم آمن مكر الله
أيا معتزا بنفس وقلب لا تملكهما كيف تأمن مكر الله
المصدر: بوابة الاسلام

» ايتها الشمس
» دع الشمس تشرق في داخلك
» طلوع الشمس من مغربها
» سمكة الشمس المحيطية
» كيف تحمى بشرتك من اشعة الشمس؟