سم الله الرحمــن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد اشرف المرسلبن و سيد الأولين و الآخرين , اما بعد فأهنئ الإخوة على هذا الموقع و أسألهم و أسأل كل قارئ الدعاء لي و لأنفسهم كما أود أن أحمد الله سبحانه على نعمه علينا التي ندركها و التي تغيب عنا و لا علم لنا إلا ما علمنا و نحمد الله على رسولنا محمد الذي جاء برسالته الكاملة الجامعة , و لا أتحدث هنا عن الجانب العقائدي و الروحي فقط بل أيضا المادي و الفيزيائي و التركيبي لكل المخلوقات , و كثيرة هي المواضيع التي تثير الإنتباه , سأحاول أن أطرح بعض المواضيع و اللإجتهادات كي يفهم كل من نسي ,تغافل أو أنكر فطرته أن اللإسلام دين كل إنسان و بالمقابل لنفهم أن الغنسان خلق ليكون مسلما لما في ذلك من مصالح دنيوية و دينية , فتحريم المحرمات ليس عبثيا , فمن اكبر المشاكل التي تعيشها المجتمعات ( و الإ ستثناءات في الأفراد فقط ) ألا و هي الزنا . إننا كبشر و ككائنات حية محتم علينا التكاثر كي لا ينفرض نسلنا , لكننا كبشر تحكمنا مبادئ و أعراف و قوانين كي لا يكون تكاثرنا كميا فقط و يحمل صفة الإنسانية , فالزنا في حد ذاته مغامرة غير محمودة العواقب فبخلاف الإستقرار الداخلي الذ ي لا و لن يحصل في النفوس خلال الزنا ( لا يزني الزاني و هو مسلم – حديث شريف ) فعلى إثر الزنا , يزيد إفراز هرمون الأدرنالين في الدم و هذا الأخير, يفرز خصوصا عند الإحساس بالخطر , بالخوف ,بالتوتر, بالغضب , عند إختبارٍ أو إمتحان ما أو عند أي شعور يتطلب ردة فعل سريعة و ذلك لأن له عدة أدوار في الجسم منها أنه محفز للعضلات , مبطئ لحركة الأمعاء , يزيد من نسبة التعرق لأنه يرفع درجة حرارة الجسم قليلا , يحث الجسم على تسريع و تحفيز العمليات الإستقلابية السكرية لتوفير الطاقة اللازمة عند الحدث , يضيق الأوعية الدموية كي يزيد من سرعة جريان الدم لتوفير الأكسجين و الأغذية للخلايا المحتاجة اكثر كالعضلات و المخ لكي يقوموا بأقصى جهدهم , و بالتالي يكون الزاني أكثر تعرضا للإصابة بأمراض إرنفاع الضغط , السكري , أمراض القلب و الشرايين و العديد من الأمراض الأخرى إضافة إلى الامراض النفسية, و يكون الزنا بمراحل , و في كل مرحلة يكون هناك إفراز مهم لهذا الهرمون , فأولا هناك نظرة إعجابو يكون هنا إفراز مهم للأدرينالين, و علميا تبقى الصورة في الذاكرة اكثر من الصوت و المعلومات المجردة (لذا كان امر غض البصر مهما لدرجة إدراجه في القرآن الكريم قبل ذكر حفظ الفرج و النهي عن التبرج ),ثم تبدأ التخطيطات و الخيالات و مع كل تخطيط و انفعال يكون هناك إفراز أيضا , ثم تقدم للتعرف( و إن كان هناك رفض تزيد المشاكل النفسية و عدم الثقة في النفس ) أو ذهاب إلى أوكار الفاحشة ثم خوف من أن يشاهد او يمسك و هو في هذه الحال …إلخ ,و لا نهمش الإحساس بالذنب بعد هذا فالمتزوج يلوم نفسه على الخيانة و يخاف أن يعامله الطرف الآخر بالمثل ,و غير المتزوج يلوم نفسه أنه كذلك و يلوم مجتمعه الذي لم يوفر له ما يريد على طبق من دهب فيزداد تأزما , ناهيك عما يولده الزنا من فقدان تقة في الجنس الآخرو كل هذا يولد عدم التوازن النفسي , لا أقول أنه بعد الزنا ( إن كان و يجب أن لا يكون )لايجب أن نلوم نفسنا على ما حصل ( و هذا ما يحاول بعض الأطباء النفسيون القيام به كي يحدوا من المشاكل النفسية المتفشية في دولهم المتحضرة المهملة للأخلاقيات ) ففي لوم النفس و تأنيبها طريق إلى التوبة ففي الإسلام باب التوبة دائما مفتوح على مصراعيه و خير الخطائين الثوابون , و لكن التكرار يؤدي إلى هوان الأمر على من كان يستصعبه كما في كل مغامرة ( سرقة ,قفز من علو مرتفع , مواجهة الحيوانات المفترسة و اصطيادها , النزال المنضم , القتل إلخ ..إلخ…) وبالتالي الإدمان عليه لذا شرع الإسلام عقوبات دنيوية متفاوتة , و في حالة زنى الأعزب هناك الجلد والآلآم المترتبة عنه التي تجعل الشخص يفكر ألف مرة قبل الوقوع في الخطأ , على الأقل ما كانت الأمراض لتتفشى على هذا النحو و خصوصا المتنقلة جنسيا منها , أما عند المتزوجين فالزنا عوقب بالرجم حتى الموت و على الملأ للإعتبار و للحد من خراب الأسر الني هي أساس المجتمعات و ضمان مستقبل واضح غير مبهم لأفرادها و التقليل من نسبة الطلاق لأن الزوج بخلاف الأعزب يقوم بمقارنة لحظية بما له و يملكه دائما و بين هذه الشهوة العابرة و التي تأتيه بالجديد في الطريقة لا في المضمون لذا على الأزواج أن يسألوا و لا يستحيوا للحصول على ثقافة جنسية متفتحة في ما أحل الله و أن يسعون إلى تغيير الروتين في حياتهم الجنسية في حدود ما أحل الله , و كذلك النساء , فمنهن من يتآمرن لقتل بعولتهن مع عشيقهن أو الهروب من بيت الزوجية و لا حول ولا قوة إلا بالله , فمن ستره الله في دينه و دنياه لهو خير له من الدنيا بما فيها ,و من طبائع الجسد البشري انه يفرز موادا تسمى " فرمونات " و هي لها روائح خاصة لا تميز حسيا بشكل واضح , ليس عند الإنسان فقط بل و عند حيوانات اخرى عديدة , هذه المواد عندها تميز فترة التزاوج عن غيرها , أما عند الإنسان فهي تمنح الإحساس بالألفة و السكينة و الرحمة بين الزوجين , و تصور معي أخي القارئ مدى الضياع و التيهان عند الزناة لأنهم محرومون من فائدة هاته الفرمونات لأنهم ضائعون في الزنا فيبحثون عن هاته السكينة فلا يجدون سوى ضياعا في ضياع , فتختلط عليهم الأمور فتنعكس تأثيرات هاته الفرمونات على أصحابها , فيصبح الزاني لا يحب حتى أن يقترب منه نصفه الآخر , أما عن الصورة فهي من المؤثرات التي لايغض عنها النظر عند الرجال فرغم أنه بالعشرة يتعود كل منا على الآخر فيرزقنا الله رؤية محاسن بعضنا ولكن مع هذا يجب على النساء أن يتعلمن الظهور بمظهر حسن لأزواجهن إذ أن الصورة تبقى في الذاكرة أكثر الأصوات و غيرها فتجد في هاته الحالة ان الزوج دائم التفكير في زوجته و بيته, و كثيرا ما يخفي المظهر كنه المسائل , فلا يجب أن نغتر بالمظاهر و علينا أن نوجه أحاسيسنا , أما عن مسألة أن الله أمرنا و خصوصا النساء بخفض الأصوات فذلك أنه لكل منا نبرة خاصة به (بصمة صوتية ) و أيضا كل شخص ينجدب إلى بصمة معينة لذا نجد أناسا يعشقون مغنيون أو مذيعون دون آخرين, و عند الرجال نجد نبرة مؤثرة ترمز إلى القوة والإستعداد , أما عند النساء فهي ضعيفة , حنونة ,خجولة إلى مثيرة تصل إلى أعمق وأبعد لتأثر على من له استعداد أكثر لأ تؤثر فيه و يهى بها ذوي القلوب الضعيفة مما يؤدي إلى التشجيع على الزنا , إضافة إلى أن الزنى يجر وراءه أذيال العجز الجنسي لما يولده من شعور داخلي بالذنب مما يسبب نفورا لدى الشخص من حلاله و هذا العجز ينتج من الخوف منه بحد ذاته أو إن علم احد الزوجين بخيانة الآخر له بحيث يلقي اللوم على نفسه ضانا منه أن ذلك لعدم استطاعته توفير ما يحتاجه الآخر مما يدفع به إلى التفكير في الأمر و محاولة القيام بمجهود أكثر مما ينعكس عليه , وكذلك عندالعلم بالخيانة الزوجية فإن الطرف الآخر يحتار في أمره فقد يواجه الاخر مواجهة متهورة تؤدي إلى تدمير الحياة الزوجية أومواجهة تذله أو قد لا يتجرأعلى المواجهة فيعيش بآلآم و احتقار للذات أو حتى أذية نفسه , و من معضلات الزنى أيضا الحمل و الإنجاب مما يترتب عنه إجهاض أو أن تتخلى الأم عن ابنها بل حتى قتله , و إن نجى من هذا كله فهو يبقى إبن زنا في مجتمع لا يرحم مما يأدي به إلى الإنحراف و قد يتزوج بأحد اقربائه المحرم عليه الزواج بهم ليتزوج باخته او
خالته او حتى امه و العياذ بالله.
ولتجنب كل هاته المعضلات فالصلاة أهم فرض ديني دنيوي , فهي تنهى عن الفحشاء و المنكر و لذكر الله اكبر كما أنه على الإنسان أن يفهم المعنى الحقيقي للحب , فهو نعمة من الله تبدأ في وقت محدد من العمر و لا تنتهي مدى العمر كي تجتمع كل نفس بتوأمها الروحي و يتم الزواج على شرع الله و سنة نبيه و يساعد على ترسيخ الأحاسيس السامية بين الزوجين من احترام و تسامح و تفاهم و باقي الصفات النبيلة و فهم أن الله خلق الزوجين من نفس واحدة كي يكون هناك تكامل و ستر للنواقص و خلق المرأة من ضلع آدم القريب إلى القلب و هذا الأخير هو أهم عضو من الجسد عند كل الكئنات الحية في مسيرتها البيولوجية كي يرجع إليها و يرتاح قرب زوجته مما يوفر له الأمان و السكينة في كل أوقات اليوم , أما المعنى الخاطئ للحب فهو الذي يهتم بظواهر أكثر من جوهرها لذا علينا بغض البصر و الإبتعاد عن أماكن الشبهات و رفقاء السوء و علينا بالحياء و باختصار الإسلام هو الحل