تضخّم الغدّة الدَّرَقيّة حالة تتورم فيها الغدة الدرقية التي تقع في الجزء الأمامي من العنق بين تفاحة آدم والقفص الصدري. ويظهر التضخم في معظم الحالات على شكل ورم أملس في مقدمة الرقبة.
تأخذ الغدة الدرقية، في الحالات العادية، اليود من الدم لتكوين هورمون الثيروكسين ، وهو الهورمون الذي ينظم النمو والأيض. وهناك هورمون آخر يسمى الهورمون منبه الدرقية ، وهو الذي يحمل الغدة الدرقية على إطلاق الثيروكسين، وينتج الهورمون منبه الدرقية في الغدة النخامية الموجودة قرب مركز الجمجمة.
يزداد تضخم الغدة الدرقية بسبب قصور أو إفراط في نشاطها، ويسمى عدم نشاطها بالمستوى المطلوب قصور الدرقية. وفي هذه الحالة، تتجاوب الغدة النخامية مع المستوى المنخفض لنشاط الغدة الدرقية بإنتاج الهورمون المنبه بكثرة، وتسبب زيادة هذا الهورمون التضخم. يصيب مرضى قصور الدرقية تخلف بدني وعقلي، وتصبح بشرتهم سميكة وجافة، ويزداد وزنهم أحيانًا.
وهناك أسباب متعددة لقصور الدرقية، منها نقص اليود في الغذاء. وقد أدى استعمال الملح المعالج باليود إلى تلاشي هذا المرض في البلدان النامية. ويؤدي نقص الإنزيمات المنتجة للثيروكسين إلى الإصابة بهذا المرض. وهناك شكل آخر من أشكال قصور الدرقية ينشأ عندما تهاجم مواد معيّنة موجودة في الدم تسمى الأجسام المضادة الغدة الدرقية. وتقوم الأجسام المضادة، عادة، بوقاية الجسم من العدوى.
وعندما يزيد نشاط الغدة الدرقية يحدث اضطراب يسمى فرط التدرق. وتفرز الغدة الدرقية في هذه الحالة كمية كبيرة من الثيروكسين، مما يسبب تضخم الغدة الدرقية. ومن أعراض فرط التدرق القلق، وزيادة عدد ضربات القلب، ونقصان الوزن، إضافة إلى جحوظ العينين.
ويعتمد علاج تضخم الغدة الدرقية على العوامل المسببة له، فقد يعالَج بإعطاء المريض أقراصًا تحتوي على كميات من الثيروكسين للأشخاص الذين يعانون من قصور الدرقية، بينما يعالَج فرط التدرق بالأدوية، أو الجراحة، أو باليود المشعّ ، وهو أحد أشكال اليود الذي يقلل من نشاط الغدة الدرقية.