|
الراقون ذو قناع شعريّ أسود حول عينيه. وهو حيوان ثديي من ذوات الفراء ويتغّذى بالأسماك والضفادع التي يصطادها من الأنهار والجداول.
|
الراقون، حيوان. حيوان الراقون من الحيوانات ذات الفراء، وله
ذيل ذو حلقات بيضاء وسوداء، وله أيضًا حلقتان من الشعر الأسود حول عينيه
شبيهتان بالقناع. وينتمي هذا الحيوان إلى فصيلة حيوانات القُوطي والكنكاج
والباندا وحلقي الذيل.
توجد ستة أنواع من الراقون تقطن جميعها في العالم الجديد. أمّا
النوعان الرئيسيّان فهما
الراقون الشائع ويعيش في كل من كندا
والولايات المتحدة وأمريكا الوسطى.
والراقون آكل السرطان. ويعيش في
كل من كوستاريكا وبنما وأمريكا الجنوبية، كما تعيش أيضا أنواع عديدة من هذا
الحيوان في الجزر المدارية الحارّة.
|
قدم الراقون
|
|
أثر أقدام الراقون
|
جسم الراقون.
يتراوح طول جسم الراقون الشائع بين 60 و110 سم، ويشمل ذلك الذّيل، بينما
يبلغ وزنه الكليّ مابين 3,5 و8 كجم. وقد يصل وزن بعض الذكور من هذا الحيوان
إلى 18كجم. ووزن الذكر دائما يفوق وزن الأنثى بنسبة 25%.
وللرّاقون شعر خشن طويل عادة ما يكون رمادي
اللون ولكنه أحيانا يعلوه لون أصفر أو بني خفيف، كما أن لديه فروًا سفليًا
ذا لون بني خفيف أو رمادي. ويبلغ ذيل الراقون بنوعيه الشائع وآكل السرطان
نحو 38سم. والذيل به من 5 ـ 7 حلقات في غالبية هذه الحيوانات. ولكلا
النوعين الأساسيين خَطْمٌ مُدَبّب وأصابع طويلة مرنة. وللراقون مخالب قوية
حادة تساعده على تسلق الأشجار، ويستعمل كفيّه الأماميتين في البحث عن
الطعام، كما يستطيع التعامل مع الأشياء بمهارة فائقة مثل القرود تمامًا.
حياة الراقون. يعيش الراقون
على الأرض أو فوق الأشجار منفردًا، أو في جماعات عائلية صغيرة. وللراقون
محيط بيئي يتراوح بين 40 و100 هكتار. وقد تتجول الذكور المكتملة النمو في
بعض البيئات إلى حوالي 16كم. وخلال مدى سكناه يتزاوج الراقون ويحدد منزله
ويبحث عن الطعام. وعادة مايصطاد الحيوان ليلاً ويمضي نهاره في مأواه. ويمشي
الرّاقون ـ مثل الدّب ـ بوضع أرجله الأربع مسطحة تماماَ على الأرض، وهو
سباح ماهر كذلك. وقد يعيش هذا الحيوان في الأسْر حتى 15 عامًا ولكنه في
البرية ربما يعيش أقل من خمسة أعوام.
يبني الرّاقون الذي يعيش في مناطق الغابات مأواه داخل
جذع شجرة أجوف أو في جِذْل شجرة (الجزء الباقي بعد قطعها) أو على شجرة. وقد
يجعل مسكنه داخل مخزن حبوب أو بيت مزرعة مهجور. أما في مناطق المستنقعات
أو الأماكن العارية من الأشجار، فقد يبني الراقون عشه في الأعشاب العالية،
أو يحتل مسكن فأر مهجورٍ.
يتغذى الراقون بِنوعيه: الشائع وآكل السرطان، بالسّرطان
وجراد البحر والضفادع وحيوانات المياه العذبة وجوز البّلوط وبيض الطيور
والقمح والجوز والحبوب والقوارض الصغيرة، ويرتاد أيضا سلاّت الأوساخ في
المناطق الآهلة بالسكان.
هنالك اعتقاد سائد لدى معظم الناس بأنّ الراقون يغسل
طعامه قبل التهامه. وقد أثبتت التجارب أنه بالفعل يقوم بغسل كلّ أنواع
الطعام النّظيفة أو المتسخة على حد سواء. وهذه الظاهرة تبدو أكثر وضوحا لدى
الراقون الحبيس في الأقفاص إذ إنه يمارسها باستمرار.
ويتميز الراقون في جنوبي الولايات المتحدة وأمريكا
الجنوبية بالنشاط طَوال أيام السّنة. أما في المناطق الباردة فإنه ينام
فترات طويلة خلال الشتاء ولكنه لا يسبت (لا يدخل في بيات شتويّّ). وقد يصحو
من نومه في أيام الشتاء المعتدلة ويغادر وكره بحثاً عن الطعام. ويستعد
الراقون في تلك الأماكن الباردة لفصل الشتاء بأكل كميات كبيرة من ا لطعام
خلال فصل الخريف وبالتالي يخزّن طبقةً دهنية تحت جلده تبقيه حيًا خلال نومِ
الشتاء الطويل.
يتزاوج الرّاقون مرة واحدة في العام في شهر يناير أو
فبراير. وبعد حوالي تسعة أسابيع من التزاوج تضع الأنثى من 1 إلى 8 من
الصّغار. والصغار ليست لديها أقنعة سود حول عيونها ولا حلقات سوداء حول
أذيالها، ولا تُفْتَحُ عيونها إلاَّ بعد مرور حوالي 20 يومًا من ولادتها.
وتحمي الأمّ صغارها بعناية، ولا تدع مخلوقًا يقترب منها حتى الأب. ويبقى
الصغار في الوكر من 8 إلى 10 أسابيع. ثم بعد ذلك تتبع أمها عند بحثها عن
الطعام. وقد تبقى مع أمها لمدة عام.
الناس والراقون. كان الهنود
الأمريكيون يصطادون حيوان الراقون من أجل فروه، ولكن بعد وصول الهولنديّين
والإنجليز والفرنسيّين أصبحوا يبادِلون بجلود الراقون البنادق واللّوازم
الأخرى. وقد قام المستعمرون الأمريكيّون بتصنيع القُبّعات والمعاطف وحبال
زلاجات الجليد من جلود هذا الحيوان. كما استعملوها أيضا نوعًا من العملة،
وذلك قبل إصدار العملات الورقيَة.
ظلت هواية صيد حيوان الراقون من الهوايات الرياضيّة
المفضّلة لدى سكان المناطق الريفيّة في أمريكا الشمالية حيث يستخدم الناس
الكلاب لمطاردة الراقون إلى أن يتسلق الأشجار فرارًا منها.
يقوم بعضُ النّاس بتربية حيوان الراقون كحيوان أليف إذ
إنه أكثر ذكاءً من القطط ويمكن تدريبه بسهولة ويُسْر. ولكن عند بلوغه حوالي
العام من العمر يصير سريع الغضب وبالتالي يمكن أن يعض أو يخدش.
ويكون الراقون مؤذيًا للغاية إذا دخل حظائر الدّواجن حيث
يقوم بقتلها. كما يقوم بإتلاف محاصيل الذرة وذلك بتحطيم سيقان النبات وأكل
الذّرة الشامية النامية.