حيوان المنك

المنك البري يستوطن أوروبا الشمالية وشمالي آسيا ووسطها. تعيش تلك الحيوانات بالقرب من الماء، وتتغذى بصغار الثدييات والزواحف والبرمائيات والأسماك.

المنك، حيوان. المنك حيوان ثديي صغير ذو جسد نحيل وأرجل قصيرة،
يتراوح وزنه بين نصف كيلوجرام وكيلوجرام واحد، ويتراوح طوله بين 50 و65سم،
باستثناء ذيله الأشعث. يكتسي جسد المنك البري بفرو بني اللون، إلا أن
الأنواع التي تتم تربيتها في الأسْر قد تم تهجينها بحيث تنتج فروًا أسود أو
أزرق أو رماديًا مفضضًا أو أبيض. ويشتد الطلب على جلود المنك الشتوية
الفخمة من قبل صانعي الفراء، الذين يستغلونها في صناعة القبعات والسترات
والمعاطف الفضفاضة وغيرها من الثياب.
ويوجد نوعان من المنك: الأوروبي والأمريكي الشمالي. الأول أصغر
قليلاً من الأخير، ويستوطن أوروبا الشمالية وشمالي آسيا ووسطها. غير أن
جلود المنك الأمريكي وحدها هي التي لها قيمة تجارية.

المنك الأبيض يربى خصيصًا في مزارع المنك، حيث يتم تهجين حيوانات المزارع لتنتج الفرو الأسود والأزرق والرمادي المفضض.

كيف يعيش المنك.
يعيش المنك في المناطق الريفية والبراري بالقرب من الأنهار والجداول
والمستنقعات والبحيرات. ويصطاد المنك في الماء والبر، وتتمثل فرائسه
المائية في جراد البحر والضفادع وأسماك المنوة. وقوة إبصار المنك تحت الماء
محدودة، ولذلك فإنه كثيرًا ما يلمح الفريسة وهو على البر أولاً، ثم يغطس
في الماء لإمساكها قبل أن تفلت منه يساعده في ذلك جلده ذو الطبقتين.
فالطبقة الخارجية الدهنية تطرد الماء عنه ليحتفظ بجسمه جافًا، في حين تعمل
الطبقة السفلية الغليظة الناعمة على حفظ دفئه.
أما في البر، فيبحث المنك عن الفئران والجرذان
والأرانب والثعابين تحت جذوع الأشجار وبين الصخور. والثعالب وأنواع معينة
من البوم هي أعداء المنك الرئيسية.
وتلد أنثى المنك ما بين وليدين وعشرة في فصل الربيع.
وتقوم الأنثى على تربية الصغار وإطعامها دون مساعدة من الذكر. وبحلول نهاية
أول صيف، يستطيع صغير المنك أن يأكل بمفرده. وعندما تتم الصغار عامها
الأول تكون قد حددت مناطق الصيد الخاصة بها، وأصبحت قادرة على التوالد.
ونادرًا ما يعيش المنك أكثر من ثلاث سنوات.
وفي أمريكا الشمالية يبيح القانون صيد المنك بالشراك في
فصل الشتاء، كما يصطاده صيادو الفراء في روسيا. وفرو الأنثى أغلى ثمنًا،
وذلك لزيادة نعومته عن جلد الذكر، رغم أنه أصغر حجمًا.


مزارع المنك.
تتم تربية المنك الأمريكي في الأسْر في مزارع المنك في أجزاء كثيرة
من العالم. وتعتبر جلود المنك المربى في المزارع أقل عرضة للتلف من جلود
المنك البري. وقد هربت أعداد كبيرة من المنك الأمريكي من مزارع شمال
أوروبا، وأقامت مستعمرات لها كادت تؤدي إلى انقراض المنك الأوروبي الذي
يعيش في أجزاء معينة فقط من فرنسا وفنلندا.