سبب تسمية ئمازيغن بالبربر
كانت
الشعوب قديما تعتبر أن من لا يصفح عما يريد في لغتها هي‘لا يمكن أن ينعت
إلا بالعجمة‘ أي بالخرس و البكامة. لذا كان للعرب عجمهم. ولليونان
عجمهم‘هم "البار باري Barbari" . وكان للأمازيغين عجمهم أيضا‘" ئكناون"‘
وقد لزمت هذه التسمية بعض شعوب إفريقية الغربية‘ فيما تفرغ عنها من أسماء
البلدان‘ كغينيا و غانا‘ اللتين كان ينسب إليها في المغرب ب "كناوي‘ عبد
كناوي" و الغين في غانا و غينيا مقلوبة عن الكاف المعقودة. و لا تزال فئة
من السكان المغرب الذين هم من أصل زنجي يسمون "كناوا". أما اللفظة
الأمازيغية الأصلية فهي "أكناو" التي تجمع على "ئكناون"‘ ومعناها الأعجم
‘الأبكم والأخرس... كان اليونان إذن يطلقون اسم"البار باري Barbari" على
غيرهم من الشعوب‘ بدءا باللاتينيين‘ و لما أخذه عنهم الرومان صاروا يسمون
به كل شعب خارج عن المجال الحضري اليوناني في اللاتيني. فمن المحقق إذن أن
الأمازيغين كانوا "البار باري Barbari" في نظر الرومان ‘ وكانوا ينعتون
بذلك النعت‘ لاسيما أنهم قاوموا الرمان مقاومة شديدة حربيا‘ ثقافيا‘
ولاسيما أن جل قبائلهم ظلت خارج نفوذهم. فلزمهم طيلة عهد الرومان وكان من
الطبيعي أن يلزمهم عهد السيطرة البيزانتية على مدن الساحل المتوسطي
الجنوبي‘بما أن "الروم" أي البيزانتيين من ورثة الإمبراطورية الرومانية.
وعند الفتح الإسلامي ‘أخذ العرب عن "الروم" كلمة "بارباري Barbari"
وجعلوها "بربر". ولقد ظل الإفرنج أي الأوربيين ‘ يسمون إفريقية الشمالية
"بارباري Barbarie, Barbaria " أو الدول البربرية Etats Barbaresques إلى
أوائل القرن 19 م‘ ولما احتكوا بأهالي المغرب و الجزائر الناطقين بالعربية
العامية‘ سمعوا عنهم"البربر" منطوقا برائين مرققتين ونقلوه إلى لغاتهم في
شكل Berbers أو Berbères