يشكل الفقر
هاجسا مقلقا للمجتمعات والحكومات. وحتى نتمكن من علاج هذه المشكلة العصية
حتى على بعض الدول الثرية. فإن علينا تعريفها بشكل منطقي يمكّننا من
الاقتراب أكثر لحلول جذرية للفقر. فللفقر نوعين رئيسيين: الفقر المطلق
والفقر النسبي.
الفقر المطلق
عندما يعجز
الإنسان عن توفير احتياجاته الأساسية اللازمة لحياته وحياة أسرته، فإنه
يعتبر فقيرا فقرا مطلقا. ويندرج تحت هذه الأساسيات: الطعام والشراب،
المسكن، الملبس، العلاج الأساسي. وقد يندرج تحت هذه الأساسيات أيضا:
التعليم.
إنّ عجز الإنسان عن توفير هذه الاحتياجات قد يخل بالاستقرار الإجتماعي، وقد يدفع من لا يتمكن من توفيرها للجريمة أو السرقة.
هل يمكن القضاء على الفقر المطلق؟
نعم.
القضاء على الفقر المطلق أحد أهم واجبات الحكومة والمجتمعات، ليس فقط لأنه
واجب ديني وإنساني، ولكن لأنه أيضا ضمان للاستقرار والسلم الإجتماعي. وهو
مشكلة قابلة للعلاج، وذلك لأن مستوى الرفاهية الذي تعيشه غالبية المجتمعات
يتجاوز كثيرا الأسياسيات الضرورية للحياة، وبالتالي فإن تكلفة القضاء على
الفقر المطلق في متناول غالبية الدول والمجتمعات.
الفقر النسبي
الفقر
النسبي هو عدم قدرة الإنسان على أن يعيش بنفس المستوى المعيشي الذي يعشيه
غالبية من حوله في المجتمع. فإذا كان ثمانون في المائة ممن يعيشون في
منطقة معينة يمتلكون سيارات، فإن من لا يستطيع شراء سيارة ولكنه يستطيع
شراء دراجة نارية فقط، يعتبر فقيرا نسبيا، وفي مجتمعات أخرى قد يمتلك
ثمانون بالمائة من السكان دراجات بخارية فقط ولا يصنفون فقراءا نسبيا، ومن
لا يملك إلا دراجة هوائية فإنه يعتبر فقيرا نسبيا.
هل يمكن القضاء على الفقر النسبي؟
لا.
لأنه وبكل بساطة نسبي. إلا اذا كان النظام شيوعيا يمنع الملكية الخاصة
ويفرض المساواة بالإكراه، وهذا النوع من الأنظمة أثبت فشله وأصبح من
التاريخ.
ولكن حتى إذا كانت الفروق الإجتماعية والمادية سنة طبيعية،
فإن العدالة الإجتماعية التي يجب أن ترسخ في جميع المجتمعات هي أن يُكفل
للجميع تكافؤ الفرص، فيمكن للفقير (نسبيا) أن ينعتق من فقره من خلال
التعليم والعمل. وبالتالي يصبح عنصرا أكثر انتاجية وأكثر قدرة على زيادة
مستوى رفاهيته الشخصي.