السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الهجرة القاتلة لسمك السلمون
أسماك السلمون.. تهاجر لتلقى حتفها بعد أميال
قطع
اسماك السلمون الاف الأميال تاركة المياه المالحة وراء ظهرها لتعبر
المحيطات والبحار.. عكس جريانها، معرضة نفسها للصعاب والمشاق وذلك من اجل
وضع البيوض في مياه عذبة معينة..
ثم تبتعد عنها لتموت..!
فأي
معنى لمغادرتها وأي سّر في ذلك؟!.. وما الحكمة في جريها عكس التيار
المائي، انها يد القدرة الالهية التي توحي لكل مخلوق امره، واعجاز ما بعده
اعجاز
وحول دراسة فصول هذه الهجرة الغريبة لسمك السالمون الموسمي
والتي يكتنفها الغموض للهدف والوسيلة كانت لنا وقفة مع الدكتور سليم
الساعدي يكشف لنا فيه اسرار هجرة هذه الاسماك الذي قال: ان العلماء صنفوا
الأسماك الى انواع ثلاثة هي:
1- سمك المياه المالحة.
2- سمك المياه العذبة.
3- السمك الانتقالي أي الذي يعيش فترة حياته في المياه العذبة وفترة اخرى منها في المياه المالحة او العكس..
سمك السالمون من النوع الثالث.
.
فالكبير والناضج منه الذي يتراوح عمره بين4-7سنوات يرحل من شواطئ قارة
اوروبا متجهاً شمالاً الى المحيط الاطلنطي، قاطعاً مسافة تصل من 4-5 الاف
كيلو متر ليلتقي مع سمك السالمون القادم من بحار شرق اميركا وشرق كندا،
وتواصل رحلتها من الاطلنطي الى الانهار التي تصب مياهها في البحر، ثم
تتفرق هذه الجماعات وتتجه كل مجموعة الى النهر الذي ولدت فيه سابقاً حيث
تضع بيوضها، لتفقس سمكاً جديداً يخلف الاب الذي يموت بعيداً عنها. وسبحان
الله الخالق الذي اوحى اليها للعودة الى النهر الذي ولدت فيه، وهي العملية
الأشد اثارة وغرابة.. فجماعات الاسماك تتفرق كل منها الى النهر الذي ولدت
فيه، بكيفية لا تزال موضع جدل..؟! حيث تسلك كل مجموعة عبر النهر باتجاه
معاكس للتيار الى المنابع المائية والانهار الصغيرة ذات المياه الصافية.
وما هذه الثقة التي تجعله مصراً على العودة؟ حيّر هذا اللغز الغامض علماء الحيوان.. ما جعلهم يجرون التجارب العديدة عليه،
فقد
جيء ببيض مخصب لهذا السمك من احد الانهار الأمريكية والقوه في النهر
(ويزر) في ألمانيا واخذ بالتفقيس وصار سمكاً صغيراً، لينطلق الى البحار
ليكمل دورة نموه، وبعد اكتمال نضجه قام بهجرته المعتادة الى النهر الذي
اخذ منه بيضاً.
فسّر العلماء هذه المعجزة المحيّرة والعجيبة
انما
تعود الى الذاكرة الكيميائية التي وهبها الله لهذه الاسماك والتي تتثبت
جزئياتها كيميائياً في مراكز الشم، وسمك السالمون يتمتع بحاسة شم، ويتذوق
رائحة ماء النهر التي تعبر فمه وخياشيمه، ثم يقارنها بما احتفظ به ارشيف
ذاكرته من رائحة وطعم للماء الذي ولد فيه..
وبعد التأكد من تماثل الرائحتين، ينطلق في مسار لا يحيد عنه،
وفعلاً
وفي احدى التجارب.. اتلفت حاسة الشم لمجموعة من سمك هذا النوع، ما جعله
يفقد القدرة على معرفة الاتجاه الصحيح للنهر الذي ولدت فيه وانتشرت
انتشاراً عفوياً في اتجاهات مختلفة من النهر
وفسر علماء اخرون هذه العملية بطبيعة حركة الشمس، حيث يصحح السالمون مساره حسب توجه اشعة الشمس، بعد ان يصحح انحرافه داخل الماء.
.
اجريت تجربه عليه في حوض اسماك سلط عليه الضوء بنور صناعي، فوجد أن
السالمون يعدل اتجاهه تعديلاً تدريجياً مع اتجاه الضوء، ويشترك بهذه
الخاصية وهذه الحياة المليئة بالمعجزات، وهذه الرحلة القاتلة،