نفى رئيس البنك المركزي الأوروبي أن يكون
اليورو يتعرض لهجوم بعد تراجعه الحاد وغير المسبوق مقابل الدولار الأميركي,
وقال إن اقتصاد أوروبا يمر بأسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية على
الأقل.
وفي مقابلة تنشر نصها أسبوعية دير شبيغل
الألمانية الاثنين, نفى جان كلود تريشيه أي تدخل لحكومات الدول الأوروبية
لحمل البنك المركزي الأوروبي على التحرك في مواجهة أزمة الديون والموازنات
المتفاقمة في منطقة اليورو.
ووصف بالهراء التلميحات إلى ذلك التدخل
المفترض الذي من شأنه -إن حصل- أن يقوض استقلالية البنك، حسب ماقال المسؤول
الأوروبي.
وكانت العملة الأوروبية الموحدة قد انخفضت
هذا الأسبوع بحدة أياما فقط بعد إقرار حزمة قروض ومساعدات مالية أخرى
لليونان بنحو 150 مليار دولار، وحزمة أخرى بقيمة تريليون دولار لضمان
الاستقرار الاقتصادي في منطقة اليورو.
وتراجع اليورو إلى أدنى مستوى له أمام
الدولار الأميركي منذ 28 أكتوبر/ تشرين الأول. وتراجع سعر صرف اليورو هذا
الأسبوع إلى ما دون 1.24 دولار.
|
انهيار ليمان براذرز كان من الشرارات التي أوقدت الأزمة المالية (الفرنسية-أرشيف)
|
أزمة
عميقةوفي المقابلة ذاتها قال رئيس المركزي
الأوروبي إن أوروبا تشهد أعمق أزمة اقتصادية منذ الحرب العالمية الثانية،
وربما منذ الحرب الأولى.
وربط تريشيه بين أزمة الديون التي تعصف
بعدد من دول منطقة اليورو، ومنها اليونان والبرتغال وإسبانيا وأيضا
ألمانيا، بانهيار بنك
ليمان براذرز الاستثماري الأميركي
خريف 2008, والذي كان انهياره مقدمة
للأزمة المالية التي تفجرت في وول
ستريت وانتقلت بعد ذلك إلى العالم كله.
من جهته, قال المفوض الأوروبي للشؤون
الاقتصادية والنقدية أولي رين اليوم في العاصمة الكرواتية زغرب إن أوروبا
ستتخذ كل الخطوات اللازمة للدفاع عن اليورو.
ودافع رين عن الحزمة المالية بقيمة
تريليون دولار التي أقرها القادة الأوروبيون مؤخرا في بروكسل لإنقاذ الدول
الأعضاء بمنطقة اليورو التي ترزح تحت ديون ضخمة وعجز كبير بالموازنات.