تم تحديد الصور الأكثر درامية وتميزا للكون والتي التقطها تلسكوب الفضاء هابل خلال العشرين سنة الماضية منذ إطلاقه للفضاء .
لندن: ساعد التلسكوب الفضائي هابل الذي
أطلق منذ 20 عاما العلماء على تغيير الطريقة التي كنا نفهم وفقها الكون،
وجاءت هذه المبادرة نوعا من الاحتفاء بهذه الذكرى. ومن بين الصور المنتقاة
هناك غيوم هائلة في الحجم من الغبار حيث تجري ولادة نجوم جديدة أو هناك
انفجارات ضوئية كبيرة تشير إلى موت نجوم.
كذلك يمكن ملاحظة تراكيب جميلة لمجرات
بل حتى مشاهدة كواكب نائية بعيدة عن النظام الشمسي.ونشرت ناسا هذه الصورة
في كتاب اسمه "هابل: رحلة عبر المكان والزمان". كذلك تظهر الصور الكيفية
التي تم وفقها تطوير التلسكوب الفضائي هابل الذي كلف بناؤه 10 مليارات
دولار وكيفية صيانته خلال العشرين سنة الماضية.
وضمن هذا السياق قال اد ويلر الإداري في
ناسا لمراسل صحيفة الديلي تلغراف اللندنية: "هذا الكتاب ينقل عينات من
اكتشافات هابل خلال العشرين سنة الماضية وهذه غيرت إلى الأبد طريقة رؤيتنا
للكون ولمكاننا فيه".وأضاف ويلر أن ترقية هابل في مايو(مايس) الماضي
سيسمح للتلسكوب بالاستمرار في التقاط صور جديدة مهمة من الناحية العلمية.
وكان هابل قد أطلق إلى الفضاء في 24
أبريل 1990 بواسطة المكوك الفضائي "ديسكوفري". وكانت أول صور أرسلها
المرصد العملاق الذي يبلغ طوله 43 قدما إلى الأرض باللونين الأبيض
والأسود وذات طبيعة محببة. وهذا ما يشير إلى أن في مرآة التسلكوب الفضائي
خلل يجعل الصور تتشوه.وفي عام 1993 أجبرت ناسا القيام بإصلاح الخطأ من
خلال إطلاق مهمة غالية الثمن لإعادة ترتيب التلسكوب إلى ما هو متوقع منه
في البدء.
ومنذ ذلك الوقت ظل التلسكوب الفضائي
يتسلم خدمات صيانة وترقية عبر خمس مهمات فضائية قام بها رواد فضاء ومن
المتوقع أن يستمر عمل هابل على ما هو عليه إلى ما لا يقل عن عام 2014 في
حين أن خليفته "تلسكوب جيمس ويب الفضائي" سيتم إطلاقه قريبا.وعلى الرغم من
أن التلسكوب الذي أخذ اسم عالم الفضاء الأميركي ادوين هابل قد لاقى
انتقادات حادة بسبب تكاليفه العالية منذ إطلاقه فإنه مع ذلك ساعد على
الإجابة عن أسئلة تتعلق بعمر الكون مع كشف معلومات قيمة حول الكيفية التي
تشكلت وفقها الكواكب وكشف عن أن الثقوب السوداء تسكن في قلب المجرات نفسها.
ومن بين الصور الأكثر تأثيرا والتي تم
إرسالها إلى الأرض بواسطة هابل تلك التي أطلق عليها اسم "أعمدة الخلق في
سديم النسر". وصورة الأبراج العملاقة من الغاز والغبار الباردين والتي يصل
ارتفاعها إلى حوالي 57 تريليون ميل وفيها تتحدد منطقة خاصة بولادة نجوم
جديدة. كذلك كشفت صورة أخرى عن نجوم عملاقة نادرة مثل "ايتا كارينا" وهو
نظام نجمي يزيد عن شمسنا من حيث الحجم والسطوع بمائة مرة.كذلك تمكن
العلماء من مشاهدة أكثر القوى تدميرا في الكون خلال عملها بفضل هابل. إذ
كشف التسلكوب الفضائي عملية تصادم مجرات مثل مجرات انتينا وكشف عن الطاقة
التي تم إطلاقها نتيجة اندماج مجرتين كانت كافية لولادة نجوم جديدة.
كذلك تم الكشف عن "سديم هليكس" الذي
يبعد عن الأرض بـ 700 سنة ضوئية والذي يطلق عليه غالبا بـ "عين الرب"
لتركيبه المتميز وأوضحت الصور بشكل تفصيلي ساحر عن الكم الهائل من الطاقة
المحررة حينما تصل النجوم إلى أواخر عمرها. كذلك قدم هابل صورا مدهشة
لكواكب مجموعتنا الشمسية وقبل عامين تمكن من نقل صورة لكوكب جديد يقع خارج
المجموعة الشمسية ويدور حول نجم.واتضح أن الكوكب الجديد الذي اطلق عليه
اسم فومالهوت بي أكبر من كوكب المشتري (الذي يعد الأكبر في المجموعة
الشمسية) بثلاث مرات.وعلق اللورد ريز من جمعية علماء الفضاء الملكية
والبروفسور في الفيزياء الفضائية بجامعة كمبردج البريطانية إن هابل قدم
إسهاما مدهشا للعلم وساعد على إثارة المخيلة العامة تجاه علم الفضاء.
وأضاف: "من دون شك كان أكثر التلسكوبات
تأثيرا حينما تنظرإلى مجمل ما نجم عنه، فهو كان له أهمية شديدة التميز
كذلك كان واحد من أكثر الأجهزة كلفةز وبالنسبة لي فإن وضوح الصور التي
ارسلها سر نجاحه. ويمكنني القول إن الصور الملتقطة من الأعماق القصية
للكون والتي كشفت عن مئات من المجرات في الأصقاع النائية للكون هي الأكثر
أهمية لما قام هابل بإنتاجه".أما راي فيلارد من معهد علم التلسكوبات
الفضائية في بالتيمور قال إن "هابل اعطانا مدى لم يكن ممكنا تصوره من قبل.
فأنا لم أكن أتصور أن هناك كونا يشبه ما تمكن هابل من جعلنا نراه".