ملحمة جلجامش هي ملحمة سومرية مكتوبة
بخط مسماري على 12 لوحا طينيا
اكتشفت لأول مرة عام
1853 م في موقع أثري اكتشف بالصدفة
وعرف فيما بعد أنه كان المكتبة الشخصية للملك الآشوري
آشوربانيبال في
نينوى في
العراق ويحتفظ بالألواح الطينية التي كتبت عليها
الملحمة في
المتحف البريطاني. الألواح مكتوبة باللغة
الأكادية ويحمل في نهايته توقيعا
لشخص اسمه شين ئيقي ئونيني الذي يتصور البعض أنه كاتب الملحمة التي يعتبرها
البعض أقدم قصة كتبها الإنسان.
بداية
الملحمةتبدأ الملحمة بالحديث عن
جلجامش ملك
أورك -
الوركاء الذي كانت والدته إله
خالدا ووالده بشرا فانيا ولهذا قيل بان ثلثيه إله والثلث الباقي بشر. وبسبب
الجزء الفاني منه يبدأ بإدراك حقيقة أنه لن يكون خالدا. تجعل الملحمة
جلجامش ملكا غير محبوب من قبل سكان أورك؛ حيث تنسب له ممارسات سيئة منها
ممارسة الجنس مع كل عروس جديدة، وأيضاً تسخير الناس في بناء سور ضخم حول
أورك العظيمة.
ابتهل سكان أورك للآلهة بأن تجد لهم مخرجا من ظلم جلجامش فاستجابت
الآلهة وقامت إحدى الإلهات، واسمها أرورو، بخلق رجل وحشي كان الشعر الكثيف
يغطي جسده ويعيش في البرية يأكل الأعشاب ويشرب الماء مع الحيوانات؛ أي أنه
كان على النقيض تماما من شخصية جلجامش. ويرى بعض المحللين أن هناك رموزا
إلى الصراع بين المدنية وحياة المدن الذي بدأ السومريون بالتعود عليه
تدريجيا بعد أن غادروا حياة البساطة والزراعة المتمثلة في شخصية
أنكيدو.
كان أنكيدو يخلص الحيوانات من
مصيدة الصيادين الذين كانوا يقتاتون
على الصيد، فقام الصيادون برفع شكواهم إلى الملك جلجامش؛ فأمر إحدى خادمات
المعبد بالذهاب ومحاولة إغراء أنكيدو ليمارس الجنس معها؛ وبهذا تبتعد
الحيوانات عن مصاحبة أنكيدو ويصبح أنكيدو مروضا ومدنيا. حالف النجاح خطة
الملك جلجامش، وبدأت خادمة المعبد -وكان اسمها شامات، وتعمل خادمة في معبد
الآلهة
عشتار - بتعليم أنكيدو الحياة المدنية؛ ككيفية الأكل
واللبس وشرب النبيذ، ثم تبدأ بإخبار أنكيدو عن قوة جلجامش وكيف أنه يدخل
بالعروسات قبل أن يدخل بهن أزواجهن. ولما عرف أنكيدو بهذا قرر أن يتحدى
جلجامش في مصارعة ليجبره على ترك تلك العادة. يتصارع الاثنان بشراسة؛ فهما
متقاربان في القوة، ولكن الغلبة في النهاية كانت لجلجامش، حيث اعترف أنكيدو
بقوة جلجامش، وبعد هذه الحادثة يصبح الإثنان صديقين حميمين.
يحاول جلجامش دائما القيام بأعمال عظيمة ليبقى اسمه خالدا؛ فيقرر في يوم
من الأيام الذهاب إلى غابة من أشجار
الأرز؛
فيقطع جميع أشجارها، وليحقق هذا عليه القضاء على حارس الغابة، وهو مخلوق
ضخم وقبيح اسمه خومبابا. ومن الجدير بالذكر أن غابة الأرز كان المكان الذي
تعيش فيه الآلهة ويعتقد أن المكان المقصود هو غابات أرز لبنان.
[عدل] الصراع
في غابة الأرزملف:Bull from heaven.jpgجلجامش وأنكيدو وهما يصارعان الثور المقدس
يبدأ
جلجامش وأنكيدو رحلتهما نحو غابات أشجار الأرز بعد حصولهما
على مباركة
شمش إله الشمس الذي كان
أيضا إله الحكمة عند
البابليين والسومريين وهو نفس الإله الذي نشاهده في مسلة
حمورابي المشهورة وهو يناول الشرائع إلى الملك
حمورابي وأثناء الرحلة يرى جلجامش سلسلة من الكوابيس
والأحلام لكن أنكيدو الذي كان في قرارة نفسه متخوفا من فكرة قتل حارس
الغابة يطمأن جلجامش بصورة مستمرة على أن أحلامه تحمل معاني النصر والغلبة.
عند وصولهما الغابة يبدآن بقطع أشجارها فيقترب منهما حارس الغابة
خومبابا ويبدأ قتال
عنيف ولكن الغلبة تكون لجلجامش وأنكيدو حيث يقع خومبابا على الأرض ويبدأ
بالتوسل منهما كي لا يقتلاه ولكن توسله لم يكن مجديا حيث أجهز الاثنان على
خومبابا وأردياه
قتيلا. أثار قتل حارس الغابة غضب إلهة الماء
أنليل حيث كانت أنليل
هي الإلهة التي أناطت مسؤولية حراسة الغابة
بخومبابا.
بعد مصرع حارس الغابة الذي كان يعتبر وحشا مخيفا يبدأ اسم جلجامش
بالانتشار ويطبق شهرته الآفاق فتحاول الإلهة
عشتار التقرب منه بغرض الزواج من جلجامش ولكن جلجامش
يرفض العرض فتشعر
عشتار بالإهانة وتغضب غضبا شديدا فتطلب من والدها
آنو، إله السماء، أن
ينتقم لكبريائها فيقوم آنو بإرسال ثور مقدس من السماء لكن أنكيدو يتمكن من
الإمساك بقرن الثور ويقوم جلجامش بالإجهاز عليه وقتله.
بعد مقتل الثور المقدس يعقد الآلهة اجتماعا للنظر في كيفية معاقبة
جلجامش وأنكيدو لقتلهما مخلوقا مقدسا فيقرر الآلهة على قتل أنكيدو لأنه كان
من البشر أما جلجامش فكان يسري في عروقه دم الآلهة من جانب والدته التي
كانت إلهة فيبدأ المرض المنزل من الآلهة بإصابة أنكيدو الصديق الحميم
لجلجامش فيموت بعد فترة.
[عدل] رحلة
جلجامش في بحثه عن الخلودبعد موت أنكيدو يصاب جلجامش بحزن شديد على صديقه الحميم حيث لا يريد أن
يصدق حقيقة موته فيرفض أن يقوم أحد بدفن الجثة لمدة أسبوع إلى أن بدأت
الديدان تخرج من جثة أنكيدو فيقوم جلجامش بدفن أنكيدو بنفسه وينطلق شاردا
في البرية خارج أورك وقد تخلى عن ثيابه الفاخرة وارتدى جلود الحيوانات.
بالإضافة إلى حزن جلجامش على موت صديقه الحميم أنكيدو كان جلجامش في قرارة
نفسه خائفا من حقيقة أنه لابد من أن يموت يوما لأنه بشر والبشر فانٍ ولا
خلود إلا للآلهة. بدأ جلجامش في رحلته للبحث عن الخلود والحياة الأبدية.
لكي يجد جلجامش سر الخلود عليه أن يجد الإنسان الوحيد الذي وصل إلى تحقيق
الخلود وكان اسمه أوتنابشتم والذي يعتبره البعض مشابها جدا أن لم يكن
مطابقا لشخصية
نوح في الأديان
اليهودية والمسيحية والإسلام. وأثناء بحث جلجامش عن أوتنابشتم يلتقي بإحدى
الإلهات واسمها
سيدوري التي كانت
آلهة النبيذ وتقوم سيدوري بتقديم مجموعة من النصائح إلى جلجامش والتي تتلخص
بأن يستمتع جلجامش بما تبقى له من الحياة بدل أن يقضيها في البحث عن
الخلود وأن عليه أن يشبع بطنه بأحسن المأكولات ويلبس أحسن الثياب ويحاول أن
يكون سعيدا بما يملك لكن جلجامش كان مصرا على سعيه في الوصول إلى
أوتنابشتم لمعرفة سر الخلود فتقوم سيدوري بإرسال جلجامش إلى المعداوي،
أورشنبي، ليساعده في
عبور بحر الأموات ليصل إلى أوتنابشتم الإنسان الوحيد الذي استطاع بلوغ
الخلود.
عندما يجد جلجامش
أوتنابشتم يبدأ
الأخير بسرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بأمر الآلهة وقصة الطوفان هنا
شبيهة جدا بقصة طوفان نوح، وقد نجى من الطوفان أوتنابشتم وزوجته فقط وقررت
الآلهة منحهم الخلود. بعد أن لاحظ أوتنابشتم إصرار
جلجامش في سعيه نحو الخلود قام بعرض فرصة على جلجامش
ليصبح خالدا، إذا تمكن جلجامش من البقاء متيقظا دون أن يغلبه النوم لمدة 6
أيام و9 ليالي فإنه سيصل إلى الحياة الأبدية ولكن جلجامش يفشل في هذا
الاختبار إلا أنه ظل يلح على أوتنابشتم وزوجته في إيجاد طريقة أخرى له كي
يحصل على الخلود. تشعر زوجة أوتنابشتم بالشفقة على جلجامش فتدله على عشب
سحري تحت البحر بإمكانه إرجاع الشباب إلى جلجامش بعد أن فشل مسعاه في
الخلود، يغوص جلجامش في أعماق البحر في أرض الخلود
دلمون (
البحرين حاليا) ويتمكن من اقتلاع العشب السحري.
[عدل] عودة
جلجامش إلى أوركبعد حصول جلجامش على العشب السحري الذي يعيد نضارة الشباب يقرر أن يأخذه
إلى أورك ليجربه هناك على رجل طاعن في السن قبل أن يقوم هو بتناوله ولكن
في طريق عودته وعندما كان يغتسل في النهر سرقت العشب إحدى الأفاعي وتناولته
فرجع جلجامش إلى أورك خالي اليدين وفي طريق العودة يشاهد السور العظيم
الذي بناه حول أورك فيفكر في قرارة نفسه أن عملا ضخما كهذا السور هو أفضل
طريقة ليخلد اسمه. في النهاية تتحدث الملحمة عن موت جلجامش وحزن أورك على
وفاته.
وأليكم النص الاصلي مترجم إلى الغة العربية مكون من 11 لوح طيني
اللوح الأول
العمود الأول:
1- (هو الذي) رأى كل شيء (إلى تخوم الدنيا، 2- (هو الذي) عرف (كل شيء
وتضلع) بكل شيء. 3- (....) معاً (....)، 4- (سيد) الحكمة الذي بكل شيء
(تعمق). 5- رأى أسراراً خافية، وكشف أموراً خبيثة، 6- وجاءنا بأخبار عن
زمان ما قبل الطوفان. 7- مضى في سفر طويل، وحل به الضنى والعياء، 8- ونقش
في لوح من الحجر كل أسفاره. 9- رفع الأسوار لأوروك المنيعه، 10- ومعبد
إيانا المقدس، العنبر المبارك. 11- انظر، فجداره الخارجي يتوهج كالنحاس.
12- وانظر، فجداره الداخلي ماله من شبيه. 13- تلمس، فعتباته (قد أرسيت) منذ
القدم. 14- تقرب، فإيانا لعشتار، 15- لا يأتي بمثله ملك، من بعد، ولا
إنسان. 16- أعل سور أوروك، امش عليه، 17- المس قاعدته، تفحص صنعة آجره. 18-
أليست لبناته من آجر مشوي؟ 19- (والحكماء) السبعة من أرسى له الأساس؟ 20-
شار واحد للمدينة، وشار للبساتين، وآخر للمروج. والبقية أرض بلا زرع (أو
بناء) لمعبد عشتار 21- ثلاث شارات والأرض غير المزروعة، هي مدينة أوروك.
22- إبلغ صندوق الرقيم، النحاسي. 23- خل رتاجة البرونزي. 24- إكشف فوهته عن
أسراره. 25- خذ الرقيم اللازوردي واتله بصوت عال. 26- عن جلجامش الذي مضى
عبر جميع الصعاب. 27- الذي فاق كل الملوك، ذائع الصيت متين البنيان. 28-
ابن أوروك، الثور النطوح. 29- الذي يمضي في المقدمة كلما يليق بالقائد، 30-
ويسير أيضاً في المؤخرة كرجل مؤتمن. 31- كصخرة جبارة، يصد عن رجاله، 32-
وكموج الطوفان الصاخب يهدم الأسوار الصماء. 33- نسل لوجال بندا، جلجامش
الكامل القوة، 34- ابن البقرة المهوب ((ننسون). 35-... جلجامش الضافي
الروع، 36- فاتح ممرات الجبال، 37- ناقب الآبار في سفوح المرتفعات. 38- عبر
المحيط، البحر المترامي، إلى حيث تشرق الشمس، 39- وارتاد أصقاع الأرض
بحثاً عن الحياة. 40- شق طريقه بعزم يديه إلى ((أوتنابشتيم)) البعيد، 41-
الذي استرد إلى الحياة ما خربه الطوفان. 42-.... يعمرون الأرض. 43- هل مثله
من ملك في أي مكان؟ 44- هل يحق لغيره أن يقول: أنا الملك الحق؟ 45-
فبالاسم جلجامش قد دعي منذ مولده.
العمود الثاني:
1- ثلثاه إله، وثلثه بشر. 2- مالهيئة جسمه من نظير. 3- 7 أسطر مشوهة. 4-
كثور وحشي (يرفع رأسه عالياً). 5- بأس سلاحه بلا شبيه، 6- وعلى صوت الطبل
يوقظ رعيته. 7- ثار أهل أوروك في بيوتهم: 8- ((لا يترك جلجامش ابناً لابيه،
9- ماض في مظالمه ليل نهار. 10- وهو الراعي لأوروك المنيعه، 11- هو راعينا
القوي الوسيم الحكيم. 12- لا يترك جلجامش (بكراً لأمها)، 13- ولا ابنه
المحارب أو صفية لنبيل.)) 14- (سمع الآلهة) شكواهم (مراراً وتكراراً)، 15-
فتوجه آلهة السماء بالقول إلى رب أوروكك 16- ((لقد خلقت أرورو هذا الثور
الوحشي 17- بأس سلاحه بلا شبيه، 18- وعلى صوت الطبل يوقظ رعيته. 19- لا
يترك جلجامش ابناً لأبيه، ماض في مظالمه ليل نهار 20- وهو الراعي لأوروك
المنيعه 21- هو راعيهم، وهو ظالمهم. 22- قوي وسيم حكيم. 23- لا يترك جلجامش
بكراً لأمها، 24- ولا ابنة لمحارب أو صفية لنبيل..)) 25- سمع آنو شكاتهم
مراراً وتكراراً، 26- قدعوا (جميعاً) آرورو العظيمة قائلين: ((أنت يا من
خلقت جلجامش. 27- اخلقي له الآن نداً يعادله صخباً في الفؤاد، 28- فيدخلان
في تنافس دائم وتسترح أوروك)). 29- سمعت آرورو هذا، وتملت في فؤادها صورة
آنو. 30- غسلت يديها، وجمعت قبضة من طين رمتها في الفلاة. 31- (....) في
البراري خلقت إنكيدو العظيم، نسل... ننورتا 32- يكسو الشعر جسده، وشعر رأسه
كامرأة. 33- خصلات شعره تندفع سنابل قمح. 34- لا يعرف الناس ولا البلدان،
عليه ثياب كسوموقان. 35- يرعى الكلأ مع الغزلان، 36- يرد الماء مع الحيوان،
37- ومع البهيمة يفرح قلبه عند الماء. 38- (ومرة) أحد الصيادين، ناصب
أفخاخ، 39- رآه وجهاً لوجه عند مورد الماء. 40- يوماً، وثانياً، وثالثاً،
رآه وجه لوجه عند المورد، 41- رآه الصياد فامتقع وجهه هلعاً. 42- مضى بصيده
إلى بيته، 43- كان خائفاً، مشلولاً، ساكن الحركة، 44- في قلبه اضطراب،
وعلى محياه اكتئاب، 45- وقد سكن الروع خافقه، 46- فوجهه كمن مضى في سفر
طويل.
العمود الثالث:
1- فتح الرجل فمه قائلاً لأبيه 2- ((أي أبت. قد هبط في أرضك رجل فريد،
3- أقوى من الفلاة ذو بأس عظيم، 4- متين العزم كشهاب آنو الثاقب. 5-
(دوماً) يطوف أرجاء أرضك، 6- دوماً يأكل العشب مع الحيوان، 7- ودوماً يأخذ
مسالك مورد الماء. 8- خفت ولم أجرؤ منه اقتراباً. 9- ردم حفري التي حفرت،
10- وقلع مصائدي التي نصبت. 11- بعونه فر من يدي حيوان البر وطرائده، 12-
لا يدع لي فرصة الايقاع بها)). 13- ففتح فمه أبوه قائلاً له: 14- ((أي بني.
في أوروك يقيم جلجامش. 15- ما بزه من قبل أحد قط، 16- قوي العزم كشهاب آنو
الثاقب. 17- اذهب، يمم وجهك شطر أوروك، 18- انقل لجلجامش خبر هذا الرجل
الجبار، 19- ولعيطك كاهنة حب تصحبها معك. 20- دعها تكسر شكيمته، بقوة تفوق
قوته. 21- فعندما يرد الماء لسقي الحيوان، 22- دعها تنضو ثيابها وتكشف
مفاتنها، 23- فإنه لمقاربها إذا رآها، 24- فتتنكره طرائد الفلاة التي شبت
معه)). 25- (مستجياً) لنصح أبيه، (....) 26- مضى الصياد إلى (جلجامش) 27-
شد الرحال وحط في مدينة أوروك. 28- مثل أمام جلجامش (....) وحدثه قائلاً:
29- ((هناك رجل فريد هبط أرض أبي، 30- أقوى من في الفلاة، ذو بأس عظيم، 31-
متين العزم كشهاب آنو الثاقب. 32- دوماً يطوف أرجاء أرض أبي، 33- دوماً
يأكل العشب مع الحيوان، 34- ودوماً يأخذ مسالك مورد الماء. 35- خفت ولم
أجرؤ منه اقتراباً. 36- ردم حفري التي حفرت، 37- وقلع مصائدي التي نصبت.
38- بعونه فر من يدي طرائد البر وحيوانه، 39- لا يدع لي فرصة الايقاع
بها)). 40- فقال جلجامش: 41- ((امض أيها الصياد وخذ معك كاهنة حب. 42-
وعندما يرد الماء لسقي الحيوان، 43- دعها تنضو ثيابها وتكشف مفاتنها، 44-
فإنه لمقاربها إذا رآها، 45- فتنكره طرائد الفلاة التي شبت معه)). 46- تولى
الصياد، آخذاً معه كاهنة حب. 47- شدا الرحال، يغذان السير قدماً، 48-
فبلغا المكان في اليوم الثالث. 49- قبع الصياد والمرأة عند الموضع، 50- عند
مورد الماء جلساً يوماً، وثانياً. 51- ثم أتت الحيوانات مورد الماء.
العمود الرابع:
1- وردت الحيوانات الماء، كان فؤادها جذلاً. 2- أما إنكيدو ابن الفلاة
الواسعة، 3- الذي يرعى الكلأ مع الغزلان، 4- ويرد الماء مع الحيوان، 5- ومع
البهيمة يفرح قلبه عند الماء، 6- فقد وقع بصر المرأة عليه، رأت الرجل
الوحش؛ 7- رجل البداءة الآتي من أعماق البراري: 8- ((هو ذا يا فتاة البهجة،
حرري ثدييك، 9- عري صدرك، يقطف ثمرك. 10- لا تخجلي، خذي إليك دفأه. 11-
فإنه لمقاربك إذا رآك. 12- اطرحي ثوبك، دعيه ينبطح عليك، 13- علمي الرجل
الوحش، وظيفة المرأة، 14- فتنكره طرائد البرية التي شبت معه، 15- بعد حبه
لك)). 16- فتاة البهجة، حررت ثدييها، عرت صدرها فقطف ثمارها. 17- لم تخجل،
أخذت إليها دفأه. 18- طرحت ثوبها، انبطح عليها. 19- علمت الرجل الوحش وظيفة
المرأة، 20- وهاهو واقع في حبها. 21- ستة أيام وسبع ليال قضاها إنكيدو مع
فتاة البهجة. 22- وبعد أن روى نفسه من مفاتنها، 23- يمم وجهه شطر رفاقه
الحيوان، 24- فولت لرؤيته الغزلان هاربة. 25- حيوان الفلاة فرت أمامه. 26-
تمهل خلفها، ثقيلاً كان جسمه، 27- خائرة كانت ركبتاه، ورفاقه ولوا بعيداً.
28- تعثر إنكيدو في جريه، صار غير الذي كان. 29- لكنه غدا عارفاً، واسع
الفهم. 30- قفل عائداً إلى المرأة، جلس عند قدميها، 31- رافعاً بصره إليها،
32- كله آذان لما تنطق به. 33- حدثته الكاهنة قائلة: 34- ((حكيم انت يا
إنكيدو، شبه الآلهة أنت. 35- لماذا مع حيوان الفلاة ترعى البراري؟ 36- تعال
آخذك إلى أوروك المنيعة، 37- حيث المعبد المقدس مسكن آنو وعشتار؛ 38- حيث
عظيم البأس جلجامش، 39- الظاهر فوق جميع الرجال كثور وحشي)). 40- وقت
كلماتها في نفسه، لما تكلمت، حسناً. 41- كان يبغي صاحباً يفهم سريرته. 42-
فقال لها إنكيدو، قال للكاهنة: 43- ((تعالي، فخذيني أيتها المرأة، 44- إلى
المعبد المقدس، مسكن آنو وعشتار. 45- حيث عظيم البأس جلجامش، 46- الظاهر
فوق جميع الرجال كثور وحشي. 47- سأناديه وأكلمه بجرأة.
العمود الخامس:
1- سيجلجل صوتي في أوروك: ((أنا الأقوى)). 2- نعم أنا من سيغير نظام
الأشياء. 3- من ولد في البراري هو الأقوى)). 4- (تعال. دعنا نذهب. فيرى)
وجهك. 5- (سأجمعك بجلجامش،) فأنا بمكانه عليمة. 6- امض إلى أوروك المنيعة
يا إنكيدو، 7- حيث يزهو الناس دوماً بحلل الأعياد، 8- وكل يوم من أيامهم
عيد. 9- حيث الغلمان المخنثون يرتعون، 10- والبغايا المقدسات بأشكال فاتنة
يمرحن. 11- طافحات شهوة لاهيات طرباً. 12- يجذبن أكابر القوم إلى مخادعهن
ليلاً. 13- (نعم) يا إنكيدو الجذل بالحياة، 14- سأريك جلجامش رجل الملذات.
15- أنظر إليه، تفرس في وجهه، 16- تره كامل الرجولة، دافق الحيوية. 17-
جسده مزين بالمتع والشهوات. 18- أكثر منك قوة، 19- لا تهدأ حركته ليل نهار.
20- (فرويداً) يا إنكيدو، طامن عن غلوائك. 21- فإن شمش قد منحه رعايته،
22- وآنو وإنليل وأيا قد وهبوه فهماً عميقاً. 23- وقبل أن تصل من براريك
المترامية، 24- في أحلامه، بأوروك، سيراك جلجامش)). 25- لم يكذب جلجامش
خبراً، تنبه من نومه يقص على أمه حلمه: 26- ((أماه، رأيت في ليلة البارحة
حلماً؛ 27- كانت السماء حاشدة بالنجوم، 28- وكشهاب آنو الثاقب، واحد منها
انقض علي. 29- زمت رفعه فثقل علي، 30- حاولت إبعاده فصعب علي. 31- تحلق
حوله أهل أوروك. 32- تجمهر الناس حوله، 33- تدافع الجميع إليه، 34- أحاط
الرجال به. 35- وبينما رفاقي يقبلون قدميه، 36- ملت عليه كما أميل على
امرأة. 37- وضعته عند قدميك، 38- فجعلته بنفسك لي نداً)). 39- الحكيمة
المحنكة بكل الأمور، قالت لجلجامش: 40- ننسون، الحكيمة المحنكة بكل الأمور،
قالت لجلجامش: 41- ((نجم السماء هذا، نظير لك. 42- إن الذي انقض عليك
كشهاب آنو الثاقب، 43- والذي رمت رفعه فثقل عليك، 44- وحاولت إبعاده فصعب
عليك، 45- الذي وضعته عند قدمي، 46- فجعلته بنفسي لك نداً، 47- الذي ملت
عليه كما تميل على امرأة.
العمود السادس:
1- هو رفيق عتي، يعين الصديق عند الضيق. 2- أوقى من في الفلاة ذو بأس
عظيم، 3- متين العزم كشهاب آنو الثاقب. 4- لقد ملت عليه كما تميل على
امرأة، 5- وهذا يعني أنه لن يتخلى عنك قط. 6- هذا هو معنى حلمك)). 7- تابع
جلجامش حديثه لأمه: 8- ((أماه، لقد رأيت حلماً آخر: 9- في أوروك المنيعة،
فأس مطروحة، تجمعوا عليها. 10- تحلق أهل أوروك حولها، 11- أحاط أهل أوروك
بها، 12- تدافع الناس إليها. 13- وضعتها عند قدميك. 14- ملت عليها كما أميل
على امرأة، 15- فجعلتها بنفسك لي نداً)). 16- الحكيمة بكل الأمور، قالت
لابنها: 17- ننسون، الحكيمة المحنكة بكل الأمور، قالت لجلجامش: 18- ((إن
الفأس التي رأيت، رجل 19- لقد ملت عليها كما تميل على امرأة، 20- ولقد
جعلتها بنفسي لك نداً، 21- معنى ذلك: رفيق عتي، يعين الصديق عند الضيق، 22-
أقوى من الفلاة ذو بأس عظيم، 23- متين العزم كشهاب آنو الثاقب. 24- فتح
جلجامش فمه قائلاً لأمه: 25- (....) فليبتسم لي حظ عميق، 26- (....) فأحظى
برفيق. 27- (....) أنا)). 28- وبينما كان جلجامش يشرح أحلامه، 29- كانت
كاهنة الحب تحدث إنكيدو 30- (....) الاثنان 31- (وإنكيدو جالس) قبالتها.
32- (اللوح الأول من (هو الذي رأي كل شيء إلى تخوم) الدنيا 33- (....) الذي
يؤمن بالإلهة ننليل. 34- (....) آشور.
اللوح الثاني
اللوح الثاني في النص الأساسي مشوه إلى درجة لا يمكن معها تقديم ترجمة
واضحة له. لهذا سوف نتابع الأحداث في اللوح الثاني من النص البابلي القديم
(الكسرة المعروفة بالرمز P). ولما كان العمود الأول من هذا اللوح يكرر
أحداثاً وردت في نهاية اللوح الأول من النص الأساسي، فإننا سنبتدئ بالعمود
الثاني الذي يسير بنا من حيث تشوه النص الأساسي، مع بعض التداخل البسيط في
السطور الأولى. وسيلاحظ القارئ أن السطر في هذا اللوح أقصر من السطر في
اللوح السابق، والسبب هو استخدام كاتب النص البابلي القديم تفعيلتين فقط في
السطر الواحد بدل ثلاث أو أربع استخدمها كاتب النص المتأخر.
العمود الثاني:
1- لأني سأجعل منه نداً لك)). 2- بينما جلجامش يشرح أحلامه، 3- كان
إنكيدو جالساً قبالة المرأة. 4- الاثنان (قاما بفعل الحب). 5- نسى إنكيدو
مسقط رأسه. 6- ستة أيام وسبع ليل، 7- أقبل إنكيدو، 8- يضاجع المرأة. 9-
(ثم) فتحت كاهنة الحب فمها 10- وقالت لإنكيدو: 11- ((أنظر إليك يا إنكيدو،
أراك شبه الآلهة. 12- فلماذا مع الحيوان 13- تهيم على وجهك في البراري؟ 14-
تعال فإني لآخذة بيدك 15- إلى أوروك ذات الأسواق. 16- حيث المعبد المقدس
مسكن آنو. 17- أي إنكيدو، انهض أمش بك 18- إلى إيانا، مسكن آنو. 19- حيث
عظيم البأس جلجامش 20- وأنت مثل (....) 21- ستحبه كحبك لنفسك. 22- تعال. قم
عن الأرض؛ 23- سرير الرعاة)). 24- فسمع كلامها، وقبل نصحها. 25- مشورة
المرأة، 26- وقعت في نفسه حسناً. 27- قسمت ثوبها نصفين. 28- بنصف كسته، 29-
وبنصف الثوب الآخر، 30- كست نفسها. 31- أمسكت نفسها. 32- أمسكت بيدها. 33-
وكأم مشت به، 34- إلى مائدة الحظائر. 35- حيث الحظائر. 36- فتجمع الرعاة
حوله. (يلي ذلك عدة أسطر تالفة)
العمود الثالث:
1- حليب الحيوانات الوحشية، 2- تعود أن يرضع. 3- وضعوا أمامه خبزاً، 4-
فارتبك. نظر إليه، 5- وحدق فيه. 6- فإنكيدو لا يعرف شيئاً 7- عن أكل الخبز،
8- وشرب الشراب القوي، 9- ومامن أحد قد علمه. 10- فتحت كاهنة الحب فمها
11- قائلة لإنكيدو: 12- ((كل الخبز يا إنكيدو. 13- عماد الحياة (هو) 14-
وخذ الشراب القوي فهو عادة البلاد)). 15- أكل إنكيدو الخبز، 16- حتى امتلأ.
17- ومن الشراب القوي، 18- أخذ سبعة أقداح. 19- فانشرحت نفسه وسعدت. 20-
ابتهج منه الفؤاد، 21- وأشرق وجهه. 22- دهن (....)، 23- جسده الأشعر. 24-
مسح نفسه بالزيت، 25- فصار بشراً. 26- وضع على جسده عباءة، 27- فبدا رجلاً.
28- أخذ سلاحه، 29- وراح يهاجم الأسود، 30- يريح الرعاة منها ليلاً. 31-
قنص الذئاب، 32- واصطاد الأسود، 33- ليستطيع رعاة الماشية سباتاً. 34-
فإنكيدو (اليوم) حارسهم. 35- رجل قوي، 36- رجل فريد. 37- قال لـ (....).
(عدة أسطر تالفة)
العمود الرابع:
(ثمانية أسطر تالفة)
9- كان مبتهجاً طليقاً. 10- كان مبتهجاً طليقاً. 11- رفع بصره، 12- فرأى
رجلاً (مسرعاً). 13- قال للكاهنة: 14- ((احضري الرجل الي، أيتها الكاهنة.
15- علام أتى هذي الديار؟ 16- أريد أن أعرف هويته (وقصده))). 17- فدعت
الكاهنة الرجل، 18- ليأتي إليه ويراه: 19- ((لماذا تسرع أيها السيد؟ 20-
ولأي أمر جريك المتعب))؟ 21- فتح الرجل فمه. 22- وقال لإنكيدو: 23- (لقد
اقتحم) بيت الجماعة، 24- المخصص لاجتماع الناس، 25- (ودار) حرمة الزوجية،
26- وجلب العار على المدينة، 27- فارضاً على البلد المنكود عادات مشينة.
28- لأجل جلجامش، ملك أوروك ذات الأسواق، 29- طبل الناس يقرع. 30- لأجل
جلجامش، ملك أوروك ذات الأسواق، 31- طبل الناس يقرع، 32- لاختيار العروس.
33- يطأ العرائس المنذورات للزواج. 34- هو يأتي أولاً، 35- ومن ورائه الزوج
الموعود. 36- هذا هو قضاء الآلهة، 37- منذ أن قطع حبل سرته، 38- قدر
عليه)). 39- لدى سماع كلمات الرجل، 40- غدا وجه إنكيدو شاحباً. (ثلاثة أسطر
تالفة)
العمود الخامس:
(ستة أسطر تالفه)
مشى (إنكيدو في المقدمة)، ومن ورائه مشت كاهنة الحب. وعندما حل بأوروك
ذات الأسواق، احتشد الناس حوله. عندما انتصب في الطريق، بأوروك ذات
الأسواق، تجمع الناس حوله، قائلين عنه: ((إنه شبيه لجلجامش في بنيته. أقصر
قامة، ولكنه أصلب عوداً. (....)... أقوى من في الفلاة ذو بأس عظيم، حليب
الحيوانات البرية، تعود أن يرضع. وفي أوروك ستسمع دوماً قعقعة السلاح)).
ابتهج الرجال: لقد ظهر رجل جبار. للبطل الكامل الوسامة، لجلجامش، ند كما
الآلهة انتصب)). للإلهة اشخارا، المضجع قد أعد. وجلجامش (مع المرأة
الشابة). (سيلتقي) في الليل. وما أن اقترب (ينوي دخول المعبد). حتى وقف
(إنكيدو) في الطريق. يسد المدخل. (....) بكل قوته. (ثلاثة أسطر تالفة)
العمود السادس:
(خمسة أسطر تالفة، يليها خمسة أسطر مليئة بالنقص، فلا تعطي معنى مفيداً).
11- تلاقيا في (أوروك) ملتقى أسواق البلاد. 12- (على جلجامش) سد إنكيدو
البوابة. 13- بقدمه (سد إنكيدو البوابة)، 14- ليمنع جلجامش من الدخول. 15-
أمسك كل منهما الآخر، 16- يخوران خوار الثيران. 17- حطما دعائم البوابة،
18- وارتجت (لهول الصراع) الجدران. 19- جلجامش وإنكيدو، 20- أمسك كل منهما
الآخر، 21- يخوران خوار الثيران. 22- حطما دعائم البوابة، 23- وارتجت (لهول
الصراع) الجدران. 24- (أخيراً) مال جلجامش (فوق خصمه)، 25- وقدمه (ثابتة)
في الأرض. 26- هدأت سورة غضبه، 27- واستدار ماضياً في طريقه. 28- ولما
تولى، 29- نادى إنكيد 30- قائلاً لجلجامش: 31- ((كمخلوق فريد، أمك 32- سيدة
المدن الحصينة، البقرة الوحشية، 33- (الربة) ننسون، 34- قد حملت بك. 35-
فرأسك مرفوع فوق الرجال، 36- وسلطاناً على الناس 37- قد وهبك الإله إنليل))
38- ((اللوح الثاني من هو الذي رأى)).
اللوح الثالث
1- النص البابلي القديم
سنتابع أولاً سير الأحداث في النص البابلي القديم الذي لجأنا إليه من
أجل استدراك النقص الحاصل في النص الأساسي بسبب تشظي وتشوه اللوح الثاني.
ومصدرنا هنا هو الكسرة المعروفة بالرمز Y (جامعة ييل)، وهذه الكسرة تتابع
ما بدأته الكسرة P (جامعة بنسلفانيا) التي أعطتنا جزءاً لا بأس به من مادة
اللوح الثاني. وبعد ذلك تتحول إلى النص الأساسي.
العمود الأول:
بداية هذا العمود تالفه. ويمكن الاستنتاج بأن جلجامش وإنكيدو قد عقدا
صداقة دائمة، وأن هذه الصداقة قد غيرت جلجامش تغييراً عميقاً. فبعد أن كان
مضرب المثل في الظلم والطغيان، نجده الآن وقد عقد العزم على المضي إلى غابة
الأرز البعيدة، حيث الوحش حواوا، رمز الشر، ليقي عليه. ولكن إنكيدو يحاول
أن يثنيه عما انتوى. 13- ترى لماذا ترغب 14- في القيام بذلك؟ 15- (....)
كثيراً 16- (....) لماذا ترغب، 17- في المضي إلى الغابة. 18- رسالة (....).
19- قبل كل منهما الآخر، 20- وقدما القرابين. (كسر حتى نهاية العمود).
العمود الثاني:
(يستمر كسر اللوح إلى أواسط العمود الثاني)
26- اغرورقت عينا إنكيدو بالدموع، 27- ملأ الأسى قلبه، 28- زافراً آهات
مريرة. 29- نعم، اغرورقت عينا إنكيدو بالدموع، 30- ملأ الأسى قلبه، 31-
زافراً آهات مريرة. 32- فالتفت جلجامش، 33- قائلاً لإنكيدو: 34- ((أي
صديقي، لماذا عيناك 35- اغرورقتا بالدمع 36- وملأ الأسى قلبك 37- زافراً
آهات مريرة))؟ 38- فتح إنكيدو فمه 39- قائلاً لجلجامش: 40- ((أي صديقي
(....) 41- قد وهنت قواي، 42- وتلاشت قوة ساعدي، 43- وضعف مني العزم)). 44-
ففتح جلجامش فمه. 45- قائلاً لإنكيدو:
العمود الثالث:
(كسر نحو أربعة أسطر، يبدأ بعدها جلجامش بشرح المهمة المقبلة).
5- (في الغابة، هناك يعيش) حواوا الرهيب. 6- (هيا، أنا وأنت، نقتله). 7-
(هيا نمسح الشر كله عن وجه الأرض). 8- 11 (أسطر مشوهة بشكل لا يساعد على
الترجمة) 12- فتح إنكيدو فمه. 13- قائلاً لجلجامش: 14- ((لقد عرفت يا
صديقي، 15- عندما كنت أطوف البراري مع الحيوان. 16- أن غابة حواوا تمتد
عشرة آلاف ساعة مضاعفة. 17- (فمن يستطيع) المضي في أعماقها، 18- وحواوا
يزأر فيها كعاصفة الطوفان. 19- في فمه نار، 20- وفي أنفاسه العطب. 21-
فلماذا أنت راغب، 22- في القيام بذلك؟ 23- انقضاض لا دافع له، 24- ذلك (هو
انقضاض) حواوا. 25- فتح جلجامش فمه. 26- قائلاً لإنكيدو: 27- (جبال الأرز
سوف أرقى. 35 (أسطر مشوهة لا تساعد على الترجمة). قائلاً لجلجامش: (كيف
نستطيع المضي إلى غابة الأرز. وحارسها، يا جلجامش، محارب عتي لا يغمض له
جفن. (البقية تالفة).
العمود الرابع:
1- بحماية غابة الأرز، 2- أوكله إنليل، وجعله مخيفاً، 3- فتح جلجامش
فمه، 4- قائلاً لإنكيدو: 5- ((من ترى يا صديقي، يرقى إلى السماء. 6- الآلهة
هم الخالدون في مرتع شمش، 7- أما البشر فأيامهم معدودات، 8- وقبض الريح كل
ما يفعلون. 9- أراك خائفاً من الموت وما زلنا هنا، 10- فأين ضاعت منك
القوة العظيمة. 11- سأمي أمامك، 12- ولينادني صوتك: أن تقدم ولا تخف. 13-
فاذا سقطت أصنع لنفسي شهرة: 14- لقد سقط جلجامش؟ 15- صرعه حواوا الرهيب.
(ستة أسطر تالفة). 22- قد أوجعت قلبي إذ تكلمت، 23- (ولكني ماض في انتويت).
سأمد يدي، 24- وأقطع أشجار الأرز، 25- فأحفر لنفسي اسماً خالداً. 26-
سأعطي صناع السلاح، يا صديقي الأوامر. 27- فيصنعون السلاح تحت أنظارنا)).
28- لصناع السلاح صدرت الأوامر. 29- فتنادوا، عقدوا اجتماعاً. 30- صنعوا
أسلحة عظيمة. 31- صبوا فؤوساً زنة واحدتها ثلاثة طالينات. 32- صبوا سيوفاً
هائلة، 33- زنة نصل الواحدة منها طالينان، 34- ومقبضة ثلاثون رطلاً 35-
وغمده من ذهب زنته ثلاثون رطلاً. 36- تجهز جلجامش وإنكيدو، كل بما زنته
عشرة طالينات. 37- وعند بوابة أوروك ذات المزاليج السبعة 38- (....) تجمهر
الناس. 39- (....) في طرقات أوروك ذات الأسواق. 40- (....) جلجامش. 41-
شيوخ أوروك ذات الأسواق، 42- جلسوا أمامه، 43- بينما كان يتحدث إليهم: 44-
(أصغوا إلي يا أعيان أوروك) ذات الأسواق. 45- (......)
العمود الخامس:
أريد، أنا جلجامش، أن أواجه من عنه تتحدثون، من ملأ اسمه أرجاء البلاد،
وأصرعه في غابة الأرز. ((ما أقوى ابن أوروك)) هذا ما سأجعل البلاد تسمعه.
سأمد يدي، وأقطع شجر الأرز فأحفر لنفسي اسماً خالداً)). شيوخ أوروك ذات
الأسواق، أجابوا جلجامش: (فتي أنت يا جلجامش، وبعيداً في حفزك قلبك، لا
تعرف بعض كنه ما انتويت. قد سمعنا عن شكل حواوا المخيف، فمن يستطيع الصمود
أمام أسلحته؟ تتسع الغابة عشر آلاف ساعة مضاعفة، فمن يستطيع المضي في
أعماقها، وفيها حواوا يزأر كعاصفة الطوفان؟ في فمه نار وفي أنفاسه العطب.
لماذا أنت راغب في القيام بذلك؟ انقضاض لا دافع له (انقضاض) حواوا)). عندما
سمع جلجامش كلمات ناصحيه، نظر إلى صديقه ضاحكاً. (أسطر تالفة تتضمن تعليق
جلجامش على حديث شيوخ أوروك، وعندما يتضح النص يعود الشيوخ للحديث). فليبسط
إلهك حمايته عليك، وليضمن لعودتك طريقاً سالمة. ليعد بك اسلماً إلى مرفأ
أوروك)). سجد جلجامش أمام شمش: ((إن الكلمات التي نطقوا بها (....) أي شمش،
إني ماضي وإليك (أرفع يدي). لتهدأ، إذن، بك روحي المضطربة، ولتعد بي
سالماً إلى مرفأ أوروك، ولتبسط علي حمايتك)). ثم دعا جلجامش (صديقه).
(واستكشف) طالعه. (أسطر تالفة.....)
العمود السادس:
1- جرت الدموع على وجه جلجامش. 2- (....) طريق من قبل لم أسلك. (أسطر
تالفة....) 8- جاؤوا له بأسلحته. 9- (....) سيوف عظيمة. 10- قوس وجعبه. 11-
وضعوها بين يديه. 12- حمل الفؤوس. 13- (....) جعبته. 14- قوس أنشان). 15-
ووضع سيفه إلى جنبه. 16- (....) ثم انطلقا. 17- تقدم الناس إلى جلجامش، 18-
قائلين: ((متى تعود الينا يا جلجامش))؟ 19- كما باركه الشيوخ، 20- وقدموا
له النصح في رحلته: 21- ((لا تعتمد على قوتك يا جلجامش. 22- دعه يكشف
الطريق أمامك واحفظ نفسك. 23- دع إنكيدو يتقدمك، 24- فلقد رأى الطريق وقد
سلكه. 25- حتى مشارف غابة الأرز، 26- (....) حواوا... 27- فمن يمش في
المقدمة يحفظ صاحبه. 28- دعه يكشف الطريق أمامك واحفظ نفسك. 29- وليهبك شمش
من لدنه نصراً، 30- ويجعل عينيك تشهدان ما أسلف به لسانك، 31- ويفتح في
وجهك المسالك المغلقة، 32- ويكشف أمام خطوك الطريق، 33- ويمهد أمام قدميك
الجبال. 34- ليأتك الليل بكل ما يفرح، 35- وليقف إلى جانبك لوجال بندا، 36-
في نصرك. 37- وليكن نصرك سهلاً كـ (لهو) الطفل. 38- في نهر حواوا، الذي
تسعى إليه، 39- اغسل قدميك. 40- احفر بئراً في المساء. 41- ليكن في قربتك
ماء قراح دوماً. 42- قرب ماءً بارداً إلى شمش. 43- واحفظ أبداً حد لوجال
بندا. 44- فتح إنكيدو فمه قائلاً لجلجامش: 45- (أنت الثاني من ورائي)
فلنبدأ السفر. 46- لا يعرفن الخوف فؤادك، ضع ثقتك بي. 47- (إني أعرف مكان
سكناه). 48- وخبرت السير في طريق حواوا. 49- مرهم يعودون إلى ديارهم. (أسطر
مشوهة، يستشف من شذراتها كلمات أخيرة يوجهها جلجامش إلى مودعيه). 58- يعد
سماعهم حديثه. 59- حثو البطل على المضي في طريقه: 60- (امض يا جلجامش
(....). 61- وليمش إلهك إلى جانبك. 62- لتر عيناك ما قد أسلف به لسانك.
(ثلاثة أسطر مشوهة ثم ينكسر اللوح البابلي القديم)
نعود الآن إلى النص الأساسي، اللوح الثالث، بعد أن غطينا اعتماداً على
النص البابلي القديم معظم الأحداث الواردة في اللوح الثاني التألف من النص
الأساسي. ولسوف نجد بعض التداخل، لأن الأحداث ليست موزعة بشكل متناظر على
الألواح في النصين.
2- النص الأساسي (نسخة نينوى)
العمود الأول:
1- (فتح الشيوخ أفواههم قائلين لجلجامش): 2- (لاتعتمد على فرط قوتك يا
جلجامش. 3- لتكن عينك مفتوحة وضربتك أكيدة. 4- إن من يمضي في الأمام يحفظ
صاحبه. 5- إن من يعرف الطريق يحفظ صاحبه. 6- دع إنكيدو يمشي أمامك، 7- لأنه
بطريق غابة الأرز خبير. 8- لقد شهد المعارك وتمرس بفن القتال. 9- دع
إنكيدو يحمي صديقه، يحفظ صاحبه، 10- يعبر به فوق الخنادق. 11- لقد أصغى
مجلسنا إلى كل ماقلت، 12- والآن، جاء دورك لتصغي أيها الملك). 13- فتح
جلجامش فمه وقال 14- مخاطباً إنكيدو: 15- (هلم أيها الصديق، لنمض إلى
(معبد) إيجال ماخ، 16- حيث ننسون الملكة العظيمة، 17- ننسون الحكيمة
العليمة، 18- تسدد خطانا بنصحها)). 19- ثم أخذا بيد بعضها البعض، 20-
جلجامش وإنكيدو يقصدان الإيجال ماخ، 21- حيث ننسون الملكة العظيمة 22- دخل
جلجامش (ومثل في حضرة ننسون): 23- (أي ننسون، جئت أخبرك (....). 24- إنها
رحلة طويلة إلى موطن خمبابا، 25- (وأمامي معركة) لا أعرف نتائجها، 26-
(وطريق أقطعه) وأنا به جاهل. 27- فإلى اليوم الذي أعود به، 28- (إلى أن أصل
غابة الأرز) 29- (إلى أن أقتل خمبايا الرهيب)، 30- (فأمحو عن الأرض كل شر
يكرهه شمش)، 31- (صلي من أجلي عند شمش). (البقية مكسورة)