في حال التمادي في الأكل للإشباع العاطفي فإن ذلك يؤدي إلى أمراض أخرى مثل
البوليميا نرفوسا لـ تأكل دون أن تشعر بالجوع، هل تتناول الطعام بشراهة
لمجرد أنك سعيد أو حزين أو قلق؟؟
احذر فقد تكون مصاباً بالجوع العاطفي وهو حالة شائعة بالرغم
من أن قلة يتنبهون لها في الوقت المناسب بينما يفيق منها أغلب المصابين بها
علىواقع السمنة
|| ما هو الجوع العاطفي ||
خبراء السلوك الغذائي يقسمون الجوع إلى نوعين :
1- جوع جسدي وهو يحدث نتيجة احتياج الجسم إلى الطعام وهو الأمر الطبيعي ..
2- الجوع العاطفي وهو الرغبة في تناول الطعام بدون حاجة جسدية ..
|| بافلوف و دراسته للروابط النفسية ||
يعد عالم النفس الشهير " بافلوف " من أبرز العلماء الذين
تناولوا هذه الظاهرة وهو من رواد علم النفس في المدرسة
السلوكية والتي سميت بهذا الاسم لاحقا على يد عالم النفس الشهير " واطسون "
أما خلاصة تجربته " بافلوف " فهي أن لكل مثير طبيعي استجابة طبيعية وأنه
إذا ألحقنا المثير الشرطي بالمثير الطبيعي لفترة ما فإن المثير الشرطي
سينتج عنه استجابة طبيعية وتكون رابطاً.
بمعنى أنه منذ الصغر قد تنشأ لدينا هذه العادة حتى تتحول
لسلوك مع مرور الوقت، وهي الحالة التي تصفها السيدة مرام
لـ" عربيات " بقولها :
" عندما كان والدي يوبخني في الصغر بسبب سلوك خاطئ كان يجلب لي في اليوم
التالي الحلوى و مع التكرار نشأ لدي رابط بين الحزن - من توبيخ الأب وهو
المثير
الشرطي حيث أن المثير الطبيعي هو الجوع - والحلويات, واليوم مع أي مشكلة
أواجهها فإنني ألجأ إلى الحلويات حتى أشعر بتحسن، وفي المقابل كلما اتبعت
حمية تتضمن الامتناع عن تناول الحلويات أشعر بالاكتئاب ولذلك لا أستمر
لفترة طويلة في الحمية ".
وهذا هو التفسير الذي يشرح نظرية الاشتراط الكلاسيكي لبافلوف. حقائق وأرقام
عن الظاهرة وانعكاساتها
ـ هل يتركز الجوع العاطفي في طبقة معينة أكثر من غيرها كما كان مرض النقرس
قديماً ينتشر لدى الطبقة الثرية حتى سمي بداء الملوك ؟
للإجابة على هذا السؤال نستشهد بالدراسة التي أجرتها جامعة جون هوبكنز في
أمريكا عام 2006م، حيث تقول الدراسة أن المراهقين تحت خط الفقر مصابين
بالسمنة بنسبة 50% أكثر من المراهقين فوقه وكانت المشروبات الغازية أهم
مسببات السمنة بنسبة 20%.
كما ذكرت منظمة الصحة العالمية عام 2000م أن الزيادة في معدل الإصابة
بالسمنة في المنطقة العربية ستصل إلى ثلاثة أضعافها في عام 2030م.
وحسب دراسات أجريت في الجامعة الأردنية بلغت معدلات السمنة في الإمارات
العربية المتحدة والسعودية ومصر والبحرين والكويت 25-30%، ووصلت معدلات
الإصابة بالسكري إلى 86% ، وتشير الدراسة إلى أن 6.71% من الإناث بعمر 1-18
سنة في السعودية يعانين من السمنة.
فالملاحظ أن الظروف القاسية أو المراحل الانتقالية في حياة
الإنسان والتي تشهد اضطراب نفسي وعاطفي تصاحبها زيادة في
معدلات السمنة التي تنتج غالباً عن الإفراط في تناول الطعام دون حاجة الجسد
لذلك.
|| هو الحل ||
• البداية السليمة تبدأ بالرضاعة الطبيعية التي تؤمن احتياجات الوليد
بيولوجيا ونفسيا حيث تعزز لدية الشعور بالأمن و الراحة بين أحضان والدته,
فرائحة الأم و ملمسها وضمها له أثناء الرضاعة تعزز لدية هذا الشعور.
• تأمين الحاجات النفسية للأطفال في مراحل الطفولة المبكرة من 2-6 سنوات
وتغذيتهم عاطفيا حتى لايعتادوا على بدائل عاطفية.
• المراهقة من أهم المراحل و أخطرها حيث يعوض فيها المراهق افتقاده للرعاية
والاهتمام بالإفراط في تناول الطعام والعامل المساعد على ذلك هو توفر
وتنوع الأطعمة السريعة التي يمكنه تناولها في أي وقت دون أن الالتزام بطقوس
وجبة الطعام
التقليدية ذات الطابع الاجتماعي والأسري، لذلك يكون التزام الأسرة
بالاجتماع على طاولة الطعام علاج هام وداعم للارتباط الأسري ومساعد على
تحديد موعد ونوع الطعام.
• أما بالنسبة للبالغين :
1. عند الشعور بالرغبة في تناول الطعام تحت مؤثر عاطفي حاول الامتناع عن
ذلك وتذكر أن معظم حالات الجوع العاطفي مدتها 20 أو 30 دقيقة.
2. إذا لم يجدِ ذلك نفعا يمكنك أن تقوم بنشاط آخر تحرق به بعض السعرات
كتنظيف المنزل أو الرقص أو حتى المشي بين الغرف .
باستثناء المطبخ، وهي التجربة التي يقول عنها السيد عزيز أشرم:
" فقدت 10 كيلوا جرام من وزني لمجرد أنني غيرت عادتي وأصبحت كلما أشعر
بالرغبة في تناول الطعام أغادر المنزل في نزهة سيراً على الأقدام".
3. عند الرغبة في تناول الطعام و بشكل ملح دون الشعور بالجوع الجأ إلى شرب
الماء بكميات كبيرة.