لذئب الرمادي، الذي يُعرف أيضاً
بأسماء متعددة مثل
ذئب الغياض،
الذئب الأشهب،
الذئب الأشيب،
أو مجرد "
الذئب" في معظم
لغات العالم، هو أكبر الأعضاء البريّة
من
فصيلة الكلبيات.
[1] تُظهر
المستحثات أن الذئاب الرمادية عاشت على وجه
الأرض منذ ما يُقارب 300,000 سنة،
أي عند نهاية
العصر
الحديث الأقرب،
[2] وبهذا فهي تُعتبر إحدى الحيوانات الناجية من حادثة
الانقراض الجماعي التي وقعت في
أواخر
العصر الجليدي الأخير.
أظهرت دراسات
سلسلة الحمض النووي والانحراف الوراثي، أن الذئب الرمادي يتشاطر
سلفاً مشتركاً
والكلاب المستأنسة (
Canis lupus familiaris). وعلى
الرغم من أنه تمّ التساؤل حول مصداقية بعض جوانب هذا الاستنتاج العلمي، إلا
أن أغلبية الأدلة المتوافرة تؤكد صحة ما تمّ التوصل إليه.
[3] قام
العلماء بتحديد عدد من سلالات الذئب الرمادي عبر
السنين، إلا أن العدد الفعلي لها ما زال موضع نقاش. تُعتبر الذئاب
مفترسة رئيسية أو عماديّة في
النظم البيئية التي تقطنها، وعلى الرغم من أنها لا
تتأقلم مع وجود
البشر في المناطق التي تسكنها، على
العكس من الكلبيات الأخرى الأقل تخصصا منها،
[3] فإنها قادرة على العيش في عدد من المساكن ذات البئية المختلفة، مثل:
الغابات المعتدلة،
الصحاري،
الجبال،
التندرا،
التايغا، الأراضي العشبية، وبعض
المناطق الحضرية.
[4]كانت الذئاب الرمادية واسعة الانتشار قديماً في جميع أنحاء
أوراسيا وأمريكا الشمالية، أما اليوم فهي تقطن جزءاً
صغيراً من موطنها السابق بسبب تدمير مواقع سُكناها بالدرجة الأولى، العائد
إلى الزحف البشري إلى المناطق التي تتخذ منها الذئاب موطناً، وما ينجم عن
ذلك من احتكاك بينها وبين
الإنسان، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى استئصال
الجمهرة المحلية منها. إلا أنه على الرغم من ذلك، فإن الجمهرة العالمية، أو
النوع ككل، يُعتبر غير مهدد
بالانقراض وفقا
للإتحاد
العالمي للحفاظ على الطبيعة.
[5] تحظى الذئاب الرمادية اليوم بالحماية في بعض المناطق،
وتُصاد
للترفيه في بعض المناطق الأخرى، أو تُضطهد وتُقتل دون هوادة في أماكن
معينة بسبب اعتبارها خطرا يُهدد
المواشي المستأنسة والحيوانات المنزلية.
تظهر الذئاب في
ثقافة وميثولوجيا الشعوب التي تعايشت وإياها عبر الزمن،
بالمظهر الإيجابي والسلبي على حد سواء، وفق النظرة الخاصة بكل شعب على حدة.
//
[ الفيزيولوجيا[عدل] المواصفات
الجسديةتختلف
أحجام وأوزان الذئاب بشكلٍ كبير عبر موطنها، إلا أن كليهما يزيد كلّما كانت السلالة
تقطن إلى الشمال أكثر، كما تنص "قاعدة برغمان". يترواح ارتفاع الذئب بين
0.6 إلى 0.95 متراً (24 إلى 37 إنشاً) إجمالاً، أما وزنه فيظهر فيه
الاختلاف بشكل أوضح، فالذئاب الأوروبية يصل معدل وزنها إلى 38.5 كيلوغرامات
(85 رطلاً)، وذئاب أمريكا الشمالية تصل إلى 36 كيلوغراماً (79 رطلاً)، أما
الذئاب العربية والهندية فيصل معدل وزنها إلى 25 كيلوغراماً (55
رطلاً).
[6] تمّ توثيق وجود بعض الأفراد الفريدة من هذه الحيوانات والتي وصلت زنتها
إلى 77 كيلوغراماً (170 رطلاً) في
ألاسكا،
كندا،
[7] والإتحاد السوفياتي سابقاً.
[8] قُتل أثقل ذئب عُثر عليه يوماً في
العالم الجديد بتاريخ
12 يوليو 1939، في منطقة "نهر السبعين ميل" (
بالإنكليزية: Seventy Mile
River) بشرقي وسط ألاسكا، وقد وصل وزنه إلى 79 كيلوغراماً (170
رطلاً)،
[6] أما أثقل ذئب تمّ توثيق وجوده في
العالم القديم فقد قُتل بعد نهاية
الحرب العالمية الثانية في منطقة
"كوبلياكي" (
بالأوكرانية: Кобеляки) في إقيليم "بولتافا
أوبلاست" (
بالأوكرانية: Полтавська область) بأوكرانيا
السوفياتية، ووصل وزنه إلى 86 كيلوغراماً (190 رطلاً).
[9] الذئاب الرمادية حيوانات
مثنوية الشكل جنسيّاً، حيث تزن الإناث
من أي سلالة أو جمهرة 20% أقل من وزن الذكر،
[10] كما تملك خطوماً وجباه أكثر ضيقاً؛ وقوائم فرويّة أقصر وأكثر نعومة،
وأكتاف أقل ضخامة.
[6] يتراوح طول الذئاب الرمادية من
الأنف إلى طرف
الذيل، الذي يُشكل طوله ربع طول إجمالي الجسد، بين 1.3
أمتار إلى مترين (4.3 إلى 6.6 أقدام).
[11]الهيكل العظمي للذئب الرمادي.
تعتمد الذئاب الرمادية على قدرتها الاحتمالية عوضاً عن
سرعتها عند الصيد، حيث أن
صدورها الضيقة
وظهورها وقوائمها القويّة تسهل عليها
الحركة بفعالية. والذئاب قادرة على اجتياز مسافات شاسعة
عن طريق الخبو بسرعة 10 كيلومترات في الساعة (6 أميال في الساعة)، ويُعرف
بأن سرعتها تصل إلى حدود 65 كيلومتراً في الساعة (40 ميلاً في الساعة) خلال
مطاردتها لطريدتها.
[12] كما تمّ توثيق حالة قامت فيها إحدى إناث الذئب الرمادي بالقفز على بعد 7
أمتار (23 قدماً) عندما كانت تطارد فريستها.
[9]تصلح أكفّ الذئاب للتنقّل فوق أنواع مختلفة من الأراضي وخصوصاً فوق
الثلوج،
كما أن لها شريطاً منسوجاً خفيفاً بين كل
إصبع ليساعدها على التنقل فوق الثلج بشكلٍ أسهل نسبيّاً
من طرائدها. والذئاب الرمادية
حيوانات أصبعيّة، الأمر الذي يُساعدها، إضافة إلى
حجم أكفّها الكبير، على توزيع ثقلها على سطح البطانية الثلجية عند التنقل.
تُعد الأكف الأمامية أكبر حجما من الخلفية، وفيها إصبع خامس يُسمى
بالزمعة.
[13] يُساعد
شعر الأكف الخشن
والمخالب المثلمة الذئب على التمسّك
بالأسطح الزلقة، وتضمن
أوعية دمويةً خاصة عدم تجمّد بطانيات القدم السفلية
عند السير على هكذا أسطح باردة.
[14] كما وتمتلك الذئاب غدد مفرزة
للروائح بين أصابعها تساعدها على ترك علامات كيميائيّة
خلفها أثناء سيرها مما يجعلها تتنقّل في نطاق شاسع بتزامن مع ترك رسائل
لأفراد القطيع الأخرى عن أماكن تواجدها.
[14] وعلى العكس من
الكلاب والقيوطات، فإن الذئاب تمتلك عدداً
أقل من
غدد التعرّق على أكفّها. تظهر هذه
السمة أيضاً عند القيوطات قاطنة شرق
كندا، والتي ظهر مؤخراً بأن لها سلفاً من الذئاب.
[15] تُعتبر الذئاب في
إسرائيل وجنوب لبنان مميزة عن غيرها بسبب كون اصبعيها
المتوسطين متصلين ببعضهما البعض، وهي سمة كان يُعتقد بأنها خاصة
بالكلاب البرية
الأفريقية.
[16]ذئب رمادي يطرح فرائه الشتوي في أوخر فصل الربيع.
يُغطي جسم الذئاب معطفاً ثخيناً يتألف من طبقتين: الأولى تتكون من شعر
عازل خشن يمنع تسرب
الماء ودخول
التراب، والثانية عبارة عن طبقة
داخلية من الشعر عازلة للماء
والحرارة. تطرح الذئاب الطبقة الأخيرة على شكل خصل كبيرة
من
الفراء في أواخر
الربيع أو أوائل
الصيف، ويفرك الذئب جسده
بالصخور أو الأغصان ليتخلص من تلك
الخصل العالقة والتي تسبب له حكاكاً مع بدء ارتفاع درجات الحرارة. غالباً
ما يكون لون الطبقة الداخلية من الفراء رماديّاً، بغض النظر عن لون الطبقة
الخارجية. للذئاب أهابات صيفية وشتوية مميزة، تتبدل الواحدة منها وتحل
الأخرى بدلاً منها في فصليّ الربيع والخريف. تميل
الإناث إلى أن تحتفظ بفرائها الشتوي لفترة أطول من
الذكور في الربيع.
ذئاب داكنة في حديقة حيوانات
هانوفر. يقول العلماء أن هذا اللون سببه
طفرة انتقلت إلى الذئاب من الكلاب المستأنسة عبر التهجين.
يختلف
لون فراء الذئاب الرمادية بشكل كبير، فهو يتراوح من
الرمادي إلى
البني الضارب للرمادي، مرورا بجميع أطياف الألوان
البارزة عند
الكلبيات، من
الأبيض،
الأحمر،
البني، وال
أسود. تميل هذه الألوان إلى أن تختلط في العديد من
الجمهرات مما يجعل الأفراد المنتمية إليها تظهر بأكثر من لون في الغالب،
على أنه ليس من المستبعد ظهور جميع أفراد إحدى الجمهرات بلون واحد، غالبا
ما يكون أسوداً أو أبيضاً. تعيش الأغلبية الساحقة من الذئاب الداكنة في
أمريكا الشمالية، ومن النادر العثور على أي
ذئاب بهذا الشكل خارج
القارة الأخيرة، فيما عدا
إيطاليا، حيث تتراوح نسبة الذئاب الداكنة في تلك
البلاد بين 20 و 25% من إجمالي الجمهرة.
[17] أظهرت
الفحوصات الوراثية أن اللون الداكن للفراء سببه
طفرة برزت في بادئ الأمر عند
الكلاب
المستأنسة وانتقلت لاحقاً إلى الذئاب عن طريق
التهجين مع الكلاب التي غدت وحشية.
[18] عادةً ما يفتقد المعطف متعدد الألوان أي نمط واضح غير كونه باهتاً على
القسم السفلي من
الحيوان. في بعض الأحيان، يرمز لون فراء الذئب إلى
البيئة التي تقطنها جمهرته؛ فجميع الذئاب البيضاء، على سبيل المثال، تكون
مألوفة أكثر في المناطق ذات الغطاء الثلجي الدائم. يُصبغ فراء الذئب
المتقدم في السن بلون رمادي، مما يدفع البعض إلى القول أن الذئاب "تشيب".
يعتقد بعض العلماء أن لون أهاب الذئاب يُساعدها على التمويه، إلا أن هذا قد
لا يكون صحيحاً بشكل كلّي، إذ أن البعض الأخر من
العلماء يقول بأن ألوان الفراء الممزوجة تهدف إلى
تأكيد نية الذئب عند اتخاذه إيماءة ما عندما يتفاعل مع ذئب أخر.
[6]وجه ذئب يافع، لاحظ عيناه الذهبيتان الضاربتان إلى الصفار.
تولد جراء الذئب الرمادي بفراء أدكن من فراء أبويها، و
بقزحيات زرقاء يتغير لونها ليُصبح
ذهبيّاً ضارباً إلى
الأصفر أو
البرتقالي، عندما يُصبح سنها ما بين 8 و 16 أسبوعاً.
[19] يُساعد خطم الذئب الطويل والقوي على تمييزها من بين
كلبيات أخرى، وبشكل خاص
القيوط و
بنات آوى الذهبية، التي تمتلك خطوما أضيق
وأكثر استداقاً، كما أنه عند الذئاب لا يظهر في القسم الأمامي
للعظم الأنفي أي نتوء وسطي، على العكس من
بنات آوى. كما أن جزءاً من الطوق اللوني على القسم
الأمامي لل
ضرس العلوي الأول يظهر بشكل بسيط، بينما يكون هذا الطوق
عريضاً وأكثر بروزاً عند بنات آوى.
[20]تختلف الذئاب عن الكلاب بشكل أكثر وضوحاً، فمن الناحية
التشريحيّة، تتمتع الذئاب بمقدرة أقل على الرؤية
الدائرية من أقربائها المستأنسة (تتمتع الكلاب بالمقدرة على تحريك عيناها
في محجرها بزاوية 53 درجة، والذئاب بما يقل عن 45 درجة)، كما أن
دماغ الذئاب أكبر حجماً وبالتالي فإنها تمتلك قدرةً
استيعابية أكبر.
[21] تتميز الذئاب عن غيرها من
الكلبيات، وبشكل خاص الكلاب المستانسة، بحجم أكفها
الأضخم،
عيناها الصفراوان، قوائمها الأطول، و
أسنانها الأكبر. تمتلك الذئاب أيضاً
غدة تُعرف "بالغدة الذيلية العلوية" أو "الغدة البنفسجية" والتي لا توجد عند
معظم الكلبيات الأخرى.
[22][23]قواطع ذئب رمادي من السلالة الإيطالية.
يتطابق عدد
الأسنان عند كل من الذئاب الرمادية و
الكلاب
المستأنسة.
فالفك العلوي يحوي ستة قواطع،
نابين،
ثمانية طواحن، وأربعة
أضراس،
ويحوي
الفك السفلي نفس عدد القواطع والأنياب والطواحن، أما
بالنسبة للأضراس فيحوي ستةً منها.
[24] تُشكل الطواحن الأربعة العلوية والأضراس السفلية أدوات تقطيع
اللحم الأساسية. لأنياب الذئب الطويلة أيضاً أهمية كبرى، إذ أن الحيوان يستخدمها
للإمساك بطريدته وإخضاعها. تُعد أسنان الذئب أسلحته وأدواته الرئيسية،
[6] والذئب قادر على أن يعض بقوة تصل إلى 10,000
كيلوباسكال (1,500 رطل)، وهذا يُشكل ضعفيّ قوة
عض كلب مستأنس يصل إلى ذات الحجم.
[25] تُعد أسنان الذئب الرمادي مناسبةً لكسر
العظام بشكل أكبر من أسنان باقي أنواع الكلبيات الباقية اليوم، على أنها ليست
متخصصة بذلك كما
الضباع.
[26] أظهرت الدراسات أن
لعاب الذئب الرمادي يخفف من نسبة
الالتهابات البكتيرية في الجروح، ويُسرّع من عملية تجديد
الأنسجة.
[27][عدل] التناسل
ودورة الحياةذئبة رمادية تُرضع صغارها خارج الجحر.
تتزاوج الذئاب عادةً في الفترة الممتدة بين شهريّ
يناير و
أبريل—ويُلاحظ أنه كلّما كانت الجمهرة تبعد في موطنها
نحو
الشمال، كلّما حصل التزاوج في فترة متأخرة.
[28] يولد بطن واحد من الجراء غالباً في قطيع الذئاب، إلا
بحال تزاوج
الذكر المسيطر مع أكثر من
أنثى. وخلال موسم التزاوج، تتودد الذئاب إلى بعضها بشكل
كبير بانتظار حول ميعاد
دورة الأنثى المسيطرة الشهرية، وتزداد نسبة التوتر
في القطيع عندئذ، إذ أن كل ذئب بالغ تقوى غريزة التناسل عنده ويشعر برغبة
ملحّة للتزاوج. قد يضطر الزوجان المسيطران خلال هذه الفترة أن يمنعا أي زوج
أخر من التناسل، الأمر الذي قد ينشأ عنه قتال عنيف في بعض الأحيان.
[29] يُلاحظ أن
زواج "المحارم" نادراً ما يحصل في مجتمعات
الذئاب، على الرغم من أن إحدى الدراسات تفيد بوجود مشاكل وراثية عند ذئاب
ساسكاتشوان في
كندا،
[30] والجزيرة الملكية في
ميشيغان ب
الولايات المتحدة،
[31] نتيجة لهذا الأمر الذي يبدو شائعا في تلك الأنحاء. ما إن تبدأ
دورة الأنثى المسيطرة النزوية، التي تحصل مرة واحدة
في السنة وتستمر ما بين 5 إلى 14 يوماً،
[32] حتى تختلي وشريكها لفترة طويلة بعيداً عن باقي أفراد القطيع. يعلم الذكر
أن أنثاه تمر بمرحلة الاهتياج عندما يُلاحظ ارتفاع نسبة
الفيرومونات في
بولها عن طريق
الشم،
وانتفاخ
فرجها. تكون الأنثى غير متقبلة في الأيام القليلة الأولى
من دورتها النزوية، وخلال هذه الفترة تطرح بطانة
رحمها؛
ولكن ما أن تبدأ
بالإباضة مجدداً، حتى تتزاوج مع الذكر.
تدوم فترة
الحمل بين 60 و 63 يوماً. يُسمّى صغير الذئب ب
اللغة العربية جرواً أو
السمع أو
الجرموز.
[33] تولد الجراء
عمياء،
صمّاء،
معتمدةً بشكل كلي على والدتها، وتبلغ زنة الواحد منها 0.5 كيلوغرامات
(رطلاً واحداً).
[28][34] يتراوح عدد الجراء في البطن بين 5 و 6 عادةً، على أن تقريرين من
الإتحاد السوفياتي السابق تفيدان بوضع إناث لبطون تحوي 17 جرواً.
[9] تقبع الصغار في داخل الجحر حيث
ولدت لمدة شهرين، وغالباً ما يقع الجحر على أرض مرتفعة
بعض الشيئ بالقرب من مصدر لل
مياه، ويتألف من حجرة تقع في نهاية
نفق تحتأرضي أو يقع على جانب تل، ويمتد لمسافة بضعة أمتار.
[14] تبدأ الجراء بالاستقلال شيئاً فشيئاً خلال المدة التي تقضيها تحت الأرض،
ومن ثم تبدأ باستكشاف المنطقة الخارجية المحيطة بالجحر، وتجول على بعد
ميل منه عندما تبلغ حوالي 5 أسابيع من العمر. يُعد مُعدل نمو الذئاب أبطأ من
ذاك الخاص
بالقيوط و
الكلاب البرية
الآسيوية.
[35] تبدأ الجراء بالاقتيات على
اللحم المتقيأ، بعد أن تكون قد أمضت أسبوعين من التغذي
على
حليب والدتها، الذي يحوي نسبة أقل من
الدهون وأكثر من
البروتين والأرجينين، عن النسبة التي يحويها حليب
الكلاب
المستأنسة.
[10] بحلول هذا الوقت تكون
أسنان الحليب قد برزت كليّاً—وتُفطم
الجراء ما أن تبلغ 10 أسابيع. تبقى الأم لوحدها مع صغارها خلال الأسابيع
الأولى من حياتها، إلا أن معظم أفراد القطيع تُساهم في نهاية المطاف بتربية
الجراء بطريقة أو بأخرى.
[28] تُنقل الصغار إلى موقع يُسمّى "بموقع لقاء" بعد أن تبلغ شهرين من العمر،
حيث يمكنها أن تبقى بأمان ريثما يذهب معظم الأفراد البالغين لل
صيد،
ويبقى إلى جانبها ذئب بالغ أو اثنين للحفاظ عليها. وبعد بضعة أسابيع يُسمح
للجراء بأن تنضم لباقي القطيع في الصيد إن كانت قادرةً على ذلك، وتحصل على
المراكز الأولى عند أي ذبيحة، بغض النظر عن مرتبتها الاجتماعية في القطيع.
يؤدي سماح الأفراد البالغة للصغار بالتقاتل فيما بينها للحصول على
امتيازات عند الطريدة، كموقع الاقتيات الأفضل والأجزاء الأكثر تغذية وعصارة
من غيرها، إلى توليد مراتب اجتماعية ثانوية بينها، الأمر الذي يسمح لها
بالتمرن على أداء إيماءات الهيمنة والخضوع التي ستحتاج إليها للبقاء في
القطيع مستقبلاً.
[28] تبقى الجراء مجرّد مشاهدة متقدة خلال الصيد إلى أن تبلغ حوالي 8 شهور، أي
الفترة التي تصل فيها إلى الحجم المناسب الذي يسمح لها بالمشاركة بالصيد
بفعالية.
جرو ذئب رمادي
محنط.
تصل الجراء لمرحلة
النضوج الجنسي بعد سنتين أو ثلاثة من ولادتها، وفي هذه
الفترة يُجبر الكثير منها على هجر قطيعة الأمومي والبحث عن زوج ومنطقة خاصة
به.
[28][36] غالباً ما تعيش الذئاب التي تصل لمرحلة البلوغ ما بين 6 إلى 10 سنين في
البرية، أما في الأسر فيمكن أن يصل أمد حياتها لضعف المدة المذكورة.
[37] يُعتبر إجمالي معدل
الحياة عند الذئاب الرمادية منخفض إجمالاً، وذلك بسبب
نسبة الوفيات المرتفعة بينها، فالجراء غالباً ما
تنفق عندما ينخفض معدل مخزون الغذاء، كما أنها تقع ضحية ضوار أخرى مثل
الدببة،
الببور،
أو الذئاب الأخرى. وتعود الأسباب الرئيسية لنفوق الذئاب البالغة إلى
الصيد،
القنص الاشرعي،
حوادث الاصطدام بالسيارات، والجروح التي تُصاب
بها أثناء الصيد. وعلى الرغم من أن الذئاب البالغة قد تُقتل على يد
المفترسات الأخرى الأكبر حجماً، إلا أن أبرز أعدائها من غير
البشر هي قطعان الذئاب الأخرى المنافسة.
[عدل] الأمراضتشمل
الأمراض التي تمّ توثيق نقلها من قبل الذئاب:
البروسيلا، حمى الأرانب،
داء البريميات،
الحمى القلاعية، و
الجمرة الخبيثة. تُعد
الذئاب الرمادية حاملةً أساسية ل
داء الكلب في كل من
روسيا،
إيران،
العراق،
أفغانستان، و
الهند،
[38] وعلى الرغم من أن الذئاب لا يتأصل فيها هذا المرض، إلا أنها من الممكن أن
تلتقطه من
أنواع أخرى. تُصبح الذئاب المصابة بهذا الداء
عدائية بشكل استثنائي وتستطيع أن تعض وتصيب عدد من الأشخاص بجروح خلال هجوم
واحد. كانت العدوى المنقولة من قبل الذئب إلى
الإنسان عن طريق العض مميتة على الدوام قبل أن يتم
اكتشاف
لقاح لها، فاليوم يُمكن معالجة الجروح التي تسبب بها ذئب
مُكلب بسهولة، إلا أن تلك التي تسبب بها هجوم شديد يُمكن أن تؤدي إلى
الوفاة حالاً، وكذلك إذا كان العض قد
تناول المناطق القريبة من
الرأس، فعندئذ ينتشر الداء يشكل سريع للغاية لا
يُمكن للعلاج أن يُجاريه. تتركز هجومات الذئاب المُكلبة في ال
شتاء و
الربيع، ومع اختزال نسبة هذا المرض في
أوروبا و
أمريكا الشمالية، فقد انخفضت نسبة التقارير
التي تُفيد بوقوع هجمات من قبل ذئاب مُصابة، إلا أن البعض منها ما زال يقع
سنويّاً في
الشرق الأوسط.
[39] تحمل الذئاب أيضاً
فيروس الكلاب الإكليلي، الذي تكثر الإصابة
به في موسم الشتاء خصوصاً.
[40]تحمل الذئاب في
روسيا ما يزيد عن 50 نوعاً من
الطفيليات المؤذية، بما فيها
الديدان الشراطية حلقية المحاجم،
داء الكيسات المدنبة، و
الشعرينة الحلزونية.
[38] في الفترة الممتدة بين عاميّ
1993 و
1994، تمّ فحص 148 جيفة للذئاب بالقرب من مدينة
فيربانكس
بألاسكا لمعرفة ما إذا كانت مصابة بيرقات الطفليات
الأخيرة، فظهر أن 54 ذئباً، أي ما نسبته 36% منها، كان مصاباً. كما ظهر أن
نسبة انتشار الشعرينة الحلزونية تتوقف على مدى تقدم الحيوان بالسن.
[41] تحمل الذئاب أيضاً أمراضاً خطرة بالنسبة
للمواشي المستأنسة، إذ أنه بحال نقل أي منها هذا المرض
إلى أنثى من الماشية، فإن نسبة احتمال
إجهاضها تتراوح بين 3 و 13 مرة أكثر من الأنثى غير
المصابة.
[42]على الرغم من أن الذئاب تحمل عدداً من الأمراض الخطيرة، فإن الجمهرات
الضخمة منها لا تُعتبر مهددة بأي انتشار
وبائي كما باقي
الكلبيات الاجتماعية. وذلك بسبب عادة الذئاب المصابة
مغادرة قطيعها، مما يمنع التقاط أي فرد أخر للعدوى.
[38][عدل] السلوك[عدل] البنية
الإجتماعيةقطيع ذئاب يتألف من 11 فراداً في
منتزه يلوستون الوطني.
تعيش الذئاب إجمالاً في مجموعة تُسمّى قطيعاً، إلا أنه يُمكن العثور على
ذئاب منفردة بالبرية في بعض الأحيان، لكن القطعان تبقى أكثر شيوعاً.
[43][44] غالباً ما تكون الذئاب المنفردة أفراد طاعنة في السن تمّ طردها من القطيع،
أو يافعة تبحث عن منطقة خاصة بها.
[45] تميل قطعان الذئاب في
نصف الكرة الشمالي إلى
أن تكون أقل تراصاً وتوحيداً من قطعان
الكلاب البرية
الأفريقية و
الضباع المرقطة،
[46] إلا أنها تبقى أكثر استقراراً من قطعان
القيوط.
[47] عادةً ما يتألف القطيع من ذكر مسيطر وأنثاه وصغارهما، مما يجعل القطيع
عبارة عن "أسرة نواتية".
[43][44] يتغير حجم القطيع بمرور الزمن إما بالزيادة أو النقصان، وفق عوامل معينة،
بما فيها نوعية المسكن ودرجة سدّه لحاجات الذئاب، شخصية الأفراد المنتمية
إليه، ومخزون الطرائد. يحوي القطيع عادةً ما بين ذئبين و 20 ذئباً، وغالباً
ما يتكون القطيع النمطي من 8 أفراد.
[48] تمّ توثيق وجود قطيع ضخم بشكل استثنائي، وصل عدد أفراده إلى 36 ذئباً، في
ألاسكا عام
1967.
[49] يُعتبر الذئب الرمادي حيواناً أحادي التزاوج، أي أن الفرد منها يكتفي
بشريك واحد طيلة حياته، إلا أنه تمّ توثيق بضعة حالات استثنائية تزاوجت
فيها الذئاب مع أكثر من شريك.
[50] تبقى الذئاب مع والديها حتى تبلغ سنتين من العمر في العادة. تُساعد صغار
العام الفائت أبويها على تربية صغار العام التالي، وتُعد الجراء خاضعة بشكل
كلّي لوالديها، وتبقى هكذا حتى بعد بلوغها مرحلة
النضج الجنسي. أظهرت الذئاب في الأسر سلوكاً مغايراً
لسلوكها البري في بعض الأحيان، إذ أن تلك الخاضعة منها أحياناً ما تتحدى
الزوج المسيطر، الأمر الذي قد ينجم عنه
قتل الإناث لأمهاتها وقتل الذكور لأبائها.
[51] لم يتم توثيق أي حالة مماثلة لهذه في البرية،
[52] مما جعل العلماء يفترضون أن هذا الأمر يحصل في الأسر فقط بما أن خيار
مغادرة القطيع ليس متاحاً للجراء على الإطلاق،
[53] كذلك ليس هناك من حالات موثقة قامت فيها الذئاب الخاضعة بتحدي أبويها على
زعامة القطيع.
[43][44][50] تقوم معظم الذئاب اليافعة التي تتراوح أعمارها بين سنة و 4 سنوات بمغادرة
القطيع للبحث عن حوز جديد حيث تنشئ فيه مع شريك أخر قطيعاً خاصاً بها، أو
لتنضم إلى قطيع ذئاب أخر.
[50] غالباً ما يقتل أفراد القطيع أي ذئب منهم يتصرف بطريقة غريبة، كالجراء
المصابة
بالصرع، أو البالغ المصاب
بطلق ناري أو المجروح بواسطة شرك.
[6] تُعتبر ذئاب
الشرق الأوسط و
آسيا أقل ميلاً للاختلاط مع أي فرد أخر من بني جنسها لا
ينتمي إلى ذات الأسرة النواتية المنتمية إليها، وبهذا فهي تمضي حياتها
كأزواج أو كأفراد إجتماعية، كما هو الحال بالنسبة لل
قيوط وكلاب
الدنغ.
[54]تظهر الذئاب في الأدبيات و
وسائل الإعلام المرئية على
أنها حيوانات تراتبية بشكل كبير، حيث يقبع الزوجان "الرئيسيان" على قمة
القطيع، يليهما مجموعة من الأفراد الخاضعة "الثانوية"، ثم "
أكباش الفداء" وهي الذئاب القابعة على قاعدة القطيع.
هذه الافتراضات مبنية على الأبحاث التي أجريت على قطعان الذئاب الأسيرة
المكونة من أفراد غير مرتبطة ببعضها البعض، وبالتالي فلا يُمكن استقراء ذات
النتيجة بالنسبة للذئاب البرية.
[55] يقول
عالم الأحياء المتخصص بدراسة الذئاب، "لوسيان
دايفيد مك": "
إن إطلاق كلمة رئيسي أو مسيطر على الذئب ليس أكثر
ملائمةً من إطلاقها على إنسان رُزق بأولاد أو على أنثى أيل
ترعى صغيرها، فكل والد مهما كان نوعه يُعتبر مسيطراً بالنسبة لأطفاله، لذا
فإن هذه الكلمة لا تضيف أي معلومة جديدة"، وإن دراسة البنية
الإجتماعية للذئاب في الأسر هي "
...كمحاولة رسم استدلالات حول
ديناميات الأسرة البشرية عن طريق دراسة أس