حكم صبغ الشعر للمرأة

بسم الله
الحمد لله .هذه المسألة إختلف فيها أهل العلم على الآراء التالية :
1-التحريم المطلق ولم يقل به إلا القليل من أهل الظاهر .ولم يقل به-فيما أعلم -أحد من الفقهاء من أصحاب المذاهب المشهورة
2-التحريم إلا للجهاد وهو مذهب الشافعية .
قال في زبد الفقه :
وحرموا خضاب شعر بسواد.............لرجل وامرأة لا الجهاد.
3-القول بالكراهة مطلقا إلا للجهاد فيجوز بلا كراهة وهو قول الحنفية في مشهورهم وهو قول أكثر الفقهاء من الحنابلة
والمالكية .
4-القول بالجواز من غير كراهة إذا كان الوجه جديدا -يعني إن ظهر فيه شيب وهو لا يزال شابا -فإذا نغض الوجه وشاخ
كرهة الخضاب بالسواد في حقه .
وهذا القول الأخير هو الراجح الذي تنصره الدلائل التالية :
أولا:لم يقم دليل يفيد التحريم ,والأصل الإباحة .
فإن قال قائل :
1-بلى قام الدليل على التحريم !!
قلنا :هاته .
قال :قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (سيكون في امتي قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون
رائحة الجنة )رواه أحمد وغيره وهو حديث صحيح .
قلنا:هذا لا يدل على التحريم من وجوه :
1-ن الحديث في سياق ذكر علامة من علامات الساعة وليس في سياق بيان حكم الصبغ بالسواد,فالقول بالتحريم من هذا الحديث إخراج للحديث عن سياقه وإخراج الكلام عن سياقه ضرب من ضروب المغالطة .
2-أن الحديث في ذكر طائفة من مترفي آخر الزمان ممن ضيعوا حقوق الله وحقوق عباده ورغبوا في الدنيا وركنوا اليها
وأن من علاماتهم التشبب بصبغ أماكن محددة بالسواد كحواصل الحمام لصغرها (أشبه ما تكون بالسكسوكة).
3-النظير بالنظير يعلم ويفهم حيث قال صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق)يعني يحلقون رؤوسهم لغير نسك فهل يعني هذا أن حلق الشعر لغير النسك حرام او بدعة ؟
لا أبدا .والمراد ذكر سيما من سيماهم وعلامة من علاماتهم وهي التحليق.
4-أن رواي الحديث وهو الإمام الزهري كان يخضب بالسواد حيث ورد في آخر الحديث (وكان الزهري يخضب بالسواد)
فهل من المعقول أن يكون هناك عمل متوعد عليه بعقوبة شديدة فظيعة مفجعة ويخالف فيه إمام كالزهري رحمه الله
وهو يعلم الحديث !!إذن العبرة بالفهم الصحيح لا بالفهم السقيم .
إذن :هذا الدليل لا ينفعكم شيئا .
قالوا:عندنا دليل صريح في التحريم .
قلنا .هاته.
قال :حديث أبي قحافة والد ابي بكر الصديق لما أتي به الى النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه كالثغامة بياضا
فقال عليه السلام (غيروا هذا الشيب واجتنبوا أو قال وجنبوه السواد)وهو صحيح .
قلنا :لاننازعكم في ثبوت الحديث ولكن الرد عليه من وجوه.
1-أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار لهم بما يناسب حال والد ابي بكر فهو طاعن في السن فحتما لا يناسبه السواد
2-هل قوله واجتنبوا السواد كقوله تعالى عن الخمر (فاجتنبوه)؟
الجواب .لا.فالاجتناب في الخمر للتحريم والاجتناب في الصبغ للإرشاد وفعل اللائق وليس للتحريم فاصطلاح الاجتناب
في منطوق كلام رسول الله أوسع بكثير مما يتصوره البعض فهو يدل على الابتعاد عن الأمر المنهي عنه لكن لايلزم
أن يكون هذا الابتعاد على وجه التحريم بل قد يكون على وجه الاشاد كحديث (اجتنبوا مجالس الصعدات ).
3-لو كان محرما لقال (غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد وإياكم والسواد)أو كلمة نحوها .والخطاب كان موجها بالكلية
لحال والد أبي بكر .
وأما حديث (من خضب بالسواد سود الله وجهه يوم القيامة )وحديث(أول من اختضب بالسواد فرعون)وحديث (من خضب
بالسواد لم ينظر الله اليه يوم القيامة)فكلها أحاديث باطلة لا تصلح للاحتجاج أصلا.
والخلاصة :لم يثبت لديكم دليل ينهض للقيام بحجة .
ثانيا:وقد ألف الإمام ابن الجوزي الحنبلي رحمه الله مجلدا في جواز الخضاب بالسواد ونقل عن جماعة من الصحابة فعله
ولم يتيسر على هذه العجالة إلا الأسماء التالية -حسب استحضاري-.
الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم سيدا شباب أهل الجنة كانا يخضبان بالسواد والإسناد صحيح
كما في مجمع الزوائد في الجزء الخامس.
الثالث:سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في نفس المصدر .
الرابع :جرير بن عبد الله رضي الله عنه .كان يخضب بالسواد رأسه ولحيته.
الخامس :عثمان بن عفان رضي الله عنه .
السادس:روي عن علي رضي الله عنه .
وذكر ذلك ابن القيم في زاد المعاد .
السابع:عقبة بن عامر رضي الله عنه وكان ينشد :
نسود أعلاها وتأبى أصولها .
وقال الزهري رحمه الله :كنا نخضب بالسواد فلما نغض الوجه والأسنان تركناه .
وأما التابعون فكثير وكثير.
فهل هؤلاء الفضلاء الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه داخلون في الوعيد الشديد أم أن حديثا كهذا لم يبلغهم وإذا لم يبلغهم فكيف يخضبون بالسواد لحاهم أمام الناس ولا ينكر عليهم أحد ,هذا لايمكن إلا أن يتهم الرجل عقله .
والحسين بن علي رضوان الله عليه قتل شهيدا حميدا وهو خاضب بالسواد .
لما نزل عمر بن سعد بالحسين وأيقن أنهم قاتلوه قام في أصحابه خطيبا فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال قد نزل ما ترون من الأمر وإن الدنيا تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها وانشمر حتى لم يبق منها إلا صبابة الإناء إلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما وقتل الحسين يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بالطف بكربلاء وعليه جبة خز دكناء وهو صابغ بالسواد وهو ابن ست وخمسين
الراوي: محمد بن الحسن - خلاصة الدرجة: [فيه] محمد بن الحسن هذا هو ابن زبالة متروك ولم يدرك القصة - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/195
ثالثا:
كيف يكون الخضاب بالسواد حراما وقد دل الاستقراء على أن المحرمات إنما حرمت لعلة متعقلة وهي إضرارها بالضرورات
الخمس :الدين والنفس والعرض والمال والعقل .
فأي ضرر من الخضاب !!!.فلا وجه أصولي ولا مقاصدي للقول بالتحريم .
ثم .ما هو دليل استثناء الجهاد من التحريم لا دليل إلا التحكم المحض وإن كان للتحكم علة صحيحة مقبولة وهي ارعاب
العدو ودخول الهيبة اليه فقد تكون نفس العلل موجودة في غير حال الجهاد .
وقد يقول قائل :أن الرجل الذي يصبغ بالسواد يدلس اذا أراد أن يتزوج حيث تعتقد الفتاة أنه أسود الشعر .
فالجواب عن ذلك أن يقال :فليخبرها أنه يخضب بالسواد فحسب وأنه يتزين لها بذلك .
كبعض الرجال الصلع الذين تطلب زوجاتهم منهم أن يعالج نفسه من الصلع -ولو بوضع باروكة-.
رابعا:وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخضب بالحناء والكتم .وهو صبغ يسود الشعر وهناك من الحناء
ماهو أسود ويسود الشعر .
خامسا:
ان الشريعة تهتم بمظهر المسلم كما تهتم بمخبره .
فالسواد للشاب الذي ظهر الشيب عليه مبكرا يحافظ على الناحية الجمالية له .
وترك الخضاب بالسواد لمن كبرت سنه ونغض وجه يحافظ على البهاء والجمال والوقار .
هذا ما نراه في مسألتنا هذه .والله الموفق للصواب .

مشكووورة اختي
و انا ما اصبغ شعري لاني محتجبة ان شاء الله كل الي يصبغوا شعراتهم يتوبوا
و بارك الله فيكي

machkoora 3ala al ifada
bitab3 fahya haram khousousan al sawdaa minha

شكرا على الموضوع

» علاج تساقط الشعر وتكثيفه وتنعيمه لجميع انواع الشعر.
» للمرأة الشيك فقط
» 30 نصيحة للمرأة في الحج .
» بعض أحكام الحج للمرأة ....س-ج
» "الليمون" الثمرة المثالية للمرأة