Lost City
عانقت جدران مدينتنا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
اذا كنت واحدا من سكانها فتفضل بالدخول اليها فهي بانتظارك
و ان كنت زائرا جديدا توجه نحو مكتب التسجيل و خذ مفاتيح بيتك
لتتعرف على جيرانك و اذا حصل و ضعت في مدينتنا الجا الى مكتب الاستعلامات
نرجو لك قضاء وقت ممتع
بمنتديات LOst ciTY
Lost City
عانقت جدران مدينتنا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
اذا كنت واحدا من سكانها فتفضل بالدخول اليها فهي بانتظارك
و ان كنت زائرا جديدا توجه نحو مكتب التسجيل و خذ مفاتيح بيتك
لتتعرف على جيرانك و اذا حصل و ضعت في مدينتنا الجا الى مكتب الاستعلامات
نرجو لك قضاء وقت ممتع
بمنتديات LOst ciTY
Lost City
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Lost City


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 بانتظار غودو

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bulbul
ساكن جديد
ساكن جديد
bulbul


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 28
عدد المساهمات عدد المساهمات : 171
نقاط نقاط : 10705

بانتظار غودو Empty
مُساهمةموضوع: بانتظار غودو   بانتظار غودو Emptyالإثنين 2 أغسطس - 12:37


بانتظار غودو









1




ننتظرُ القطارْ




ننتظرُ المسافرَ الخفيَّ كالأقدارْ




يخرجُ من عباءةِ السنينْ




يخرجُ من بدرٍ ، من اليرموكِ ،




من حطّينْ ..




يخرجُ ..




من سيفِ صلاحِ الدّينْ ..




من سنةِ العشرينْ




ونحنُ مرصوصونَ ..




في محطّةِ التاريخِ ، كالسّردينْ ..




يا سيّداتي سادتي :




هل تعرفونَ ما حُريّةُ السّردينْ ؟




حينَ يكونُ المرءُ مضطرّاً




لأن يقولَ رغمَ أنفهِ : (آمينْ)




حينَ يكونُ الجرحُ مضطرّاً




لأن يُقبّلَ السكّينْ ..




يا سيّداتي سادتي :




من سنةِ العشرينْ




ونحنُ كالدجاجِ في أقفاصنا




ننظرُ في بلاهةٍ




إلى خطوطِ سكّةِ الحديدْ




أفقيّةٌ حياتُنا ..




مثلَ خطوطِ سكّةِ الحديدْ




ضيّقةٌ .. ضيّقةٌ




مثلَ خطوطِ السكّةِ الحديدْ




ساعاتُنا واقفةٌ




لا اللهُ يأتينا .. ولا موزّعُ البريدْ




من سنةِ العشرينْ ، حتى سنةِ السبعينْ




نجلسُ في انتظارِ وجهِ الملكِ السعيدْ




كلُّ الملوكِ يشبهونَ بعضَهمْ




والملكُ القديمُ ، مثلُ الملكِ الجديدْ






2




ننتظرُ القطارْ




ونحملُ البيارقَ الحمراءَ ، والأزهارْ




تمضغُنا مكبّراتُ الصوتِ في الليلِ




وفي النهارْ




تنشرُنا إذاعةُ الدولةِ بالمنشارْ




إنتبهوا !




إنتبهوا !




خمسينَ يوماً - ربّما - تأخّرَ القطارْ




خمسينَ عاماً - ربّما - تأخّرَ القطارْ




تقيّحتْ أفخاذُنا من كثرةِ الجلوسْ




تقيّحَتْ ..




في رأسنا الأفكارْ




وصارَ لحمُ ظهرِنا




جزءاً من الجدارْ




جاؤوا بنا عشرينَ ألفَ مرّةً




تحتَ عويلِ الريحِ والأمطارْ




واستأجروا الباصاتِ كي تنقلنا




ووزّعوا الأدوار ..




وعلّمونا .. كالقرودِ الرقصَ




والعزفَ على المزمارْ




ودرّبونا ..




- ككلابِ الصيد - كيفَ ننحني




للقادمِ المسكونِ بالدهشةِ والأسرارْ




إذا أتى القطارْ ..






3




لم نَرَهُ ..




لكنَّ مَن رأوهُ فوقَ الشاشةِ الصغيرهْ




يبتلعُ الزجاجَ ..




أو يسيرُ كالهنودِ فوقَ النارْ




ويُخرجُ الأرانبَ البيضاءَ من جيوبهِ




ويقلبُ الفحمَ إلى نُضارْ




يؤكّدونَ أنّهُ ..




من أولياءِ اللهِ .. جلَّ شأنُهُ




وأنَّ نورَ وجههِ يحيِّرُ الأبصارْ ..




وأنّهُ سيحملُ القمحَ إلى بيوتنا




والسمنَ .. والطحينَ .. بالقنطارْ




ويجعلُ العميانَ يبصرونْ




ويجعلُ الأمواتَ ينهضونْ




ويزرعُ الحنطةَ في البحارْ




وأنّهُ - في سنواتِ حكمهِ -




يُدخلنا لجنّةٍ ..




من تحتها تنسكبُ الأنهارْ




لم نرَهُ ..




ولم نقبّلْ يدهُ




لكنَّ مَن تبرّكوا يوماً بهِ ..




قالوا بأنَّ صوتَهُ




يُحرّكُ الأحجارْ ..




وأنّهُ ..




وأنّهُ ..




هوَ العزيزُ الواحدُ القهّارْ ..






4




ننتظرُ القطارْ




مكسورةٌ - منذُ أتَينا - ساعةُ الزمانْ




والوقتُ لا يمرُّ ..




والثواني ما لها سيقانْ




تعلكُنا ..




تنهشُنا ..




مكبّراتُ الصوتِ بالأسنانْ ..




إنتبهوا !




إنتبهوا !




لا أحدٌ يقدرُ أن يغادرَ المكانْ




ليشتري جريدةً ..




أو كعكةً ..




أو قطعةً صُغرى من اللبانْ




لربّه ، لا أحدٌ ، يقدرُ أن يقولَ :




(يا ربّاه)




لا أحدٌ ..




يقدرُ أن يدخلَ ، حتّى ، دورةَ المياهْ
..




تعالَ يا غودو ..




وخلّصنا من الطغاةِ والطغيانْ




ومن أبي جهلٍ ، ومن ظُلمِ أبي سُفيانْ




فنحنُ محبوسونَ في محطّةِ التاريخِ
كالخرفانْ




أولادُنا ناموا على أكتافِنا ..




رئاتُنا .. تسمّمَتْ بالفحمِ والدخانْ




والعَرْضَحَالاتُ التي نحملُها





عن قلَّةِ الدواءْ ..




والغلاء ..




والحِرمان ..




صادَرَها مرافقو السلطانْ




تعالَ يا غودو .. وجفِّفْ دمعَنا





وأنقذِ الإنسانَ من مخالبِ الإنسانْ






5




تعالَ يا غودو ..




فقد تخشَّبتْ أقدامُنا انتظارْ




وصارَ جلدُ وجهِنا ..




كقطعةِ الآثارْ ..




تبخّرتْ أنهارُنا




وهاجَرَتْ جبالُنا




وجَفّتِ البحارْ




وأصبحتْ أعمارُنا ليسَ لها أعمارْ




تعالَ يا غودو .. فإنَّ أرضَنا




ترفضُ أن تزورَها الأمطارْ




ترفضُ أن تكُبرَ في ترابِنا الأشجارْ




تعالَ .. فالنساءُ لا يحبلنَ ..




والحليبُ لا يدرُّ في الأبقارْ




إن لم تجئْ من أجلنا نحنُ ..




فمن أجلِ الملايينِ من الصّغارْ




من أجلِ شعبٍ طيّبٍ ..




ما زالَ في أحلامهِ




يُقرقشُ الأحجارْ




يقرقشُ المعلّقاتِ العشرَ ..




والجرائدَ القديمهْ




ونشرةَ الأخبارْ ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بانتظار غودو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Lost City :: الرواق الادبي :: همس القوافي-
انتقل الى: